أعلنت شركة «غوغل»، أمس الثلاثاء، عن تحديث في نهجها المتعلق بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، متراجعةً بذلك عن التزاماتها السابقة، خصوصاً في ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة وأنظمة المراقبة. علماً أن التغيير الجذري في مبادئ العملاق الأميركي جاء بعد أسبوعين فقط من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
تراجع عن التزامات سابقة
سبق لـ «غوغل» أن كشفت في عام 2018 عن المبادئ التي تنتهجها، متعهدة بعدم تطوير تقنيات تؤذي البشر أو أدوات تستخدم لجمع المعلومات لأغراض المراقبة بطرق تنتهك المعايير العالمية، إضافة إلى التقنيات التي تتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
لكن الوثيقة الجديدة التي نشرتها عملاق التكنولوجيا الأميركي تحت عنوان «مبادئنا»، لم تعد تتضمن أي من التعهدات القديمة التي استُبدلت بتوجهات عامة أكثر مرونة.
ترامب يلغي الرقابة
يأتي هذا التحديث في ظل تغييرات سياسية بارزة في الولايات المتحدة، إذ ألغى الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً سبق أن أصدره سلفه جو بايدن بشأن أمن الذكاء الاصطناعي، وهو ما أدى إلى تقليل مستوى الالتزامات الرقابية على الشركات في هذا القطاع، بعد أن تخلّصت من وجوب الإفصاح عن نتائج اختبارات تقنياتها إذا كان من شأنها التأثير في الأمن القومي أو الاقتصادي أو الصحة العامة.
ورغم الجدل الذي أثارته هذه التغييرات، رفض متحدث باسم «غوغل» تأكيد أو نفي أي تعديلات محددة، مشيراً فقط إلى التقرير السنوي الذي نشرته الشركة بعنوان «الذكاء الاصطناعي المسؤول».
أصدر ترامب أمراً تنفيذياً بإلغاء ضوابط رقابية على الـ AI
أصدر ترامب أمراً تنفيذياً بإلغاء ضوابط رقابية على الـ AI
مبررات سياسية
أوضح نائب رئيس الشركة، جيمس مانيكا، ورئيس «غوغل ديب مايند»، ديميس هاسابيس، في تقرير المبادئ الجديدة، أن التحديث جاء استجابة للتطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن التقنية انتقلت من نطاق الأبحاث إلى الاستخدام اليومي على نطاق واسع.
كما أشار التقرير إلى تطور المعايير المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التحديات الجيوسياسية التي تحيط به، ما دفع الشركة إلى مراجعة مبادئها لتتماشى مع الواقع الجديد.
انعكاسات القرار
يثير هذا التغيير تساؤلات حول مستقبل التزام شركات التكنولوجيا الكبرى بالأخلاقيات عند تطوير الذكاء الاصطناعي، لا سيما مع ازدياد التنافس العالمي في هذا المجال مع صعود الصين المتسارع بالتزامن مع الكباش المتواصل بينها وبين الولايات المتحدة. كما يعكس مدى تأثير القرارات السياسية على توجهات الشركات، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا التي يمكن أن تُستخدم لأغراض أمنية أو عسكرية.
أخبار سوريا الوطن١ الاخبار