آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » كيف ولماذا ردّت السعودية “سريعًا” على استخفاف ترامب العلني وثقته بتطبيعها “مجّانًا” بحُضور نتنياهو؟.. ماذا في رسائل ارتداء الأمير تركي الفيصل للكوفية على قناة أمريكية؟ وكيف هاجم خطّة ترامب للتهجير بدون “تعليقات غير مُحترمة”؟.. هل تكون زيارة ترامب القادمة للمملكة لإهانته؟

كيف ولماذا ردّت السعودية “سريعًا” على استخفاف ترامب العلني وثقته بتطبيعها “مجّانًا” بحُضور نتنياهو؟.. ماذا في رسائل ارتداء الأمير تركي الفيصل للكوفية على قناة أمريكية؟ وكيف هاجم خطّة ترامب للتهجير بدون “تعليقات غير مُحترمة”؟.. هل تكون زيارة ترامب القادمة للمملكة لإهانته؟

رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سقف التحدّي ومحاولة الإملاء بوجه العربية السعودية، حيث أكّد علنًا وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المملكة “لا تُطالب بدولة فلسطينية مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل”، وهو تصريح ينسف بطبيعة الحال كل الثوابت السعودية بخصوص قبولها التطبيع مع الكيان، ما يُشكّل إحراجًا للسلطات السعودية أمام شعبها المُتعاطف مع غزة، ووقف ضد الإبادة بحق الفلسطينيين في القطاع.

موقف السعودية “راسخ وثابت ولايتزعزع”

رفضت السلطات السعودية أن يتم حشرها بدائرة الإحراج من قبل ترامب بما يتعلّق بقبولها التطبيع ضمن طلبات ترامب دون أي مُقابل، وكان لافتًا سرعة الرد على ما قاله ترامب، حيث أكّدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان عبر منصة إكس وبلغة صارمة وحادّة، على  أن موقف بلادها من قيام الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مُزايدات”.

ولافت ويستحق التوقّف، بأن الخارجية السعودية استندت إلى تصريحات سابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بخصوص موقفها من قيام الدولة الفلسطينية، حيث شدّدت الخارجية السعودية على أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في 18 سبتمبر/ أيلول 2024، حيث شدد على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.

السعودية ترفض التهجير وتلتزم بالإعمار 

وأبدت السعودية أيضًا رفضها لخطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني، وأكّدت المؤكد في موقفها فقالت سبق أن أعلنته (موقف المملكة) من “رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها”.

هذا الموقف السعودي يذهب بطموحات وآمال ترامب ونتنياهو بالتطبيع نحو الاصطدام بحائط سعودي، حيث أعرب ترامب ونتنياهو “عن ثقتهما” في أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية في المستقبل، حيث قال نتنياهو إنه “سيحدث”.

ولافت أن الموقف السعودي اندفع باتجاه مُؤازرة دول عربية في موقفها من تهجير الفلسطينيين خارج غزة، فأصدرت السعودية إلى جانب الدول العربية الأخرى بما في ذلك الأردن والإمارات وقطر ومصر، بيانًا يُعارض مقترح ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة، وكرّر البيان التزام بإعادة بناء القطاع مع ضمان “تواجد الفلسطينيين المُستمر في وطنهم”.

الفيصل بـ”الكوفية”!

هذا الموقف الرسمي السعودي، عزّزه ظُهور غير مسبوق لرئيس الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل والمقرب من القيادة السعودية الحالية، حيث شن الفيصل هجومًا على إدراة دونالد ترامب، والسبب مقترحه لتهجير الفلسطينيين من غزة، إلى الأردن، ومصر، ودول أخرى.

في الشكل الخارجي، حرص الفيصل وبشكل لافت ومرصود خلال مقابلته على قناة “سي إن إن” الأمريكية، على التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث ارتدى شماغًا بألوان الكوفية الفلسطينية، بدلًا من الغترة البيضاء التي يظهر بها في جُل المقابلات، ويتجنّب المسؤولون السعوديون عادةً وضع الرموز الفلسطينية للتضامن في ظُهورهم الإعلامي الغربي، وهي رسالة مُتعمّدة وموجّهة بشكلٍ مدروس، مع تناسل تقارير مزعومة عن منع السعودية رفع العلم الفلسطيني على أراضيها تضامنًا مع غزة، وفلسطين.

غير قابل للاستيعاب

وقال الفيصل إن ما طرحه ترامب “غير قابل للاستيعاب”، وأضاف: “من الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي”.

وظهر الفيصل وكأنه انتقل من ضفّة أحد دعاة السلام مع الكيان الأبرز، وتخلّى عنها إلى الانتقال إلى ضفّة أحد أبرز المُدافعين عن الفلسطينيين، حين ابتعد عن الحياد، وقالها صراحة بأن “المُشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل هي الاحتلال الإسرائيلي”.

تحذير من القيادة السعودية لترامب

الفيصل الذي كان سفيرًا للرياض في واشنطن سابقًا ما يعني أنه الأدرى بالسياسات الأمريكية عن قرب وحقيقة نواياها، قال: “كانت كل هذه الأمور سياسة أمريكية، حتى هذه الصياغة الأخيرة التي اختارها السيد ترامب لاستخدامها في الادعاء بأنه يريد تحسين الأمور بينما في الواقع ستحوّل الأمور إلى مزيد من الصراع وإراقة الدماء”.

ولا يشغل الفيصل منصبًا رسميًّا في بلاده، ولكن يبدو أنه خُوّل بإلقاء هذه التصريحات الهجومية، فقال “إذا جاء “إلى السعودية”، فسوف يتلقّى تحذيرًا من القيادة هنا حول عدم حكمة ما يقترحه والظلم الصريح والظلم الذي يتجلى حقاً في هذا الاقتراح بالتطهير العرقي، ليس فقط من غزة ولكن ما يحدث في الضفة الغربية”.

تعليقات غير محترمة

وأظهرت لغة الفيصل بعضًا من الامتعاض والغضب حين قال: ما خرج من السيد ترامب غير قابل للاستيعاب، لقد رفضت باحترام إضافة المزيد من التعليقات غير المُحترمة إلى ذلك، لكن من الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي يظل على موقفه، ولا يستجيب لذلك.

تطبيع سعودي مع الكيان.. لا على الإطلاق

وحول ما إذا كان يرى أن تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل قد يحدث بعد خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة، أجاب الأمير الفيصل: “لا على الإطلاق. أصدرت وزارة خارجيتنا هذا الصباح بيانًا يرفض ما صدر عن واشنطن في الأيام الأخيرة، وكان هذا موقف المملكة العربية السعودية منذ البداية”.

بناءً على هذه المواقف السعودية المُتقدّمة، يبدو أن القيادة السعودية قد اختارت الصّدام في الولاية الثانية مع إدارة ترامب وتحديدًا بخصوص موقفها من التطبيع مع إسرائيل، ورفضها لفرضها بالقوة، حيث اتفاقيات أبراهام، التي تم التوصل إليها في ولاية ترامب الأولى، في واشنطن باعتبارها اختراقًا تاريخيًا في الدبلوماسية في غرب آسيا، حيث طبّعت دولة الاحتلال العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لا يبدو أن السعودية في موضع الانضمام إليها لمجرد الانضمام، وهي الأكثر نفوذًا إقليميًّا، ولها مكانتها في العالمين العربي، والإسلامي، وهو ما يُفسّر رغبة واشنطن وتل أبيب لإتمام التطبيع معها، ومُحاولة إظهاره كتحصيل حاصل إلزامي ضمن ولاية ترامب الثانية، وهو ما رفعت له المملكة الكرت الأحمر، بانتظار تحقيق مطلبها، وبإمكانها التلويح بالذهاب لروسيا والصين، واللعب بكرت أسعار النفط أيضًا، فمن رحّبنا به بولايته الأولى، نستطيع إهانته في الثانية كما فعلنا مع بايدن، يُذكّر السعوديون.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالصور.. “واشنطن بوست”: “إسرائيل” تبني مواقع استيطانية في سوريا

  صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تُشير في تقرير نشرته، إلى أن “الجيش” الإسرائيلي يقوم ببناء مواقع عسكرية استيطانية، في سلسلة من القرى السورية التي احتلها ...