ميسم رزق
«ما نشهده الآن هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد». شعارٌ أطلقته كوندوليزا رايس عام 2006 فوق أنقاض الدمار وأشلاء الشهداء، غير آبهة بمشاعر شريحة كبيرة من اللبنانيين. أتى كلامها في سياق مخطّط الغرب لإعادة هندسة المنطقة تحتَ عنوان: استئصال المقاومة.
«نحن مُمتنّون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله». كلام أطلقته نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، متجاهلة مجازر العدو ضد المدنيين واستمراره في أعمال التدمير رغم « الهدنة» التي ترعاها الولايات المتحدة نفسها.
لم تأتِ أورتاغوس بجديد. بل هي تثبت حقيقة أنها وزملاءها في أي إدارة – ديمقراطية أو جمهورية – ليسوا سوى «بلطجية» ورعاة لإجرام كيان الاحتلال. لكن لمورغان ميزة خاصة، وهي أنها لا تحتاج إلى الكلام لتعبّر عن انحيازها الكامل إلى الصهاينة. المرأة ساطعة بوضوحها إلى حدّ أن شكلها كفيل بكشف تطرفها في الانحياز إلى الإجرام الإسرائيلي.
فهي تحرص دائماً على وضع نجمة داود «الماسية» على رقبتها في أغلب المناسبات، وقد زادت إلى إصبعها واحدة أخرى، خلال زيارتها إلى لبنان، وتقصّدت إظهارها خلال مصافحة المسؤولين اللبنانيين. ولسبب من الأسباب، حظيت واحدة من أكبر «فانزات» إسرائيل بترحيب لبناني من جماعة «السيادة»، ربما لأنها عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وضعت منشوراً على صفحة «إنستغرام» الخاصة بها اعتبرت فيه ما حصل «مناسبة للاحتفال»، مشيدة بـ«جيش الدفاع الإسرائيلي الذي قضى على من كرّس حياته لمهاجمة إسرائيل وأميركا».
عندما بدأت أورتاغوس دراستها الجامعية، شرعت في دراسة الموسيقى، مع تطلعات إلى أن تصبح مغنية أوبرا. كانت طالبة من الجيل الأول في كلية فلوريدا الجنوبية، قبل أن تدفعها هجمات 11 سبتمبر إلى تغيير تخصّصها إلى العلوم السياسية. ثم شرعت في مهنة السياسة الخارجية التي نقلتها إلى مناصب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في بغداد والرياض.
بدأت عملها في الإدارة الأميركية كمحلل استخباراتي في وزارة الخزانة. حصلت على هذه الوظيفة أثناء وجودها في حانة، عندما سمعت من أحدهم أن وزارة الخزانة تريد أشخاصاً يعرفون عن العراق. ورغم افتقارها للخبرة الاستخباراتية قُبلت في الوظيفة، قبل أن تُعيّن نائبة للملحق المالي في السفارة الأميركية في الرياض عام 2010، ما ساعدها على بناء شبكة علاقات في السعودية.
قبل أن تخوض في السياسة، خاضت في عدة مسابقات لملكات الجمال، وحازت ثلاثة ألقاب محلية هي ملكة جمال المراهقات والحمضيات وزهر الليمون. كانت وظيفتها الأولى في القطاع الفدرالي مع وكالة التنمية الدولية. في بغداد، انبهرت بالديانة اليهودية بعدما حضرت حفلاً وتناولت طعاماً تقليدياً مع رفاق أميركيين يهود.
ثم تعمّق حبها للدين الإبراهيمي في الرياض، حيث اعتبرت أن لممارسة طقوس العبادة سراً في السعودية شعوراً خاصاً. وظلت تستمع إلى عظات حاخام ديني يجلس مع صديقها في أميركا ويعرّفها إلى دينها الجديد عبر الشاشة. وفي أميركا انتقلت إلى اليهودية بعد أن تزوّجت صديقَها المحامي جوناثان وينبرغر، وعقد قرانهما روث بادر غينسبرغ، عضو المحكمة العليا الأيقونية.
الظهور أمام الكاميرات ليس جديداً على مورغان، فقد عملت محللةً أمنية لشبكة «فوكس»، عدا عملِها مع أكثر من مرشح جمهوري في الحملات الانتخابية، آخرها حملة حاكم فلوريدا المرشح الرئاسي السابق جيب بوش. وهي تُعتبر من أكثر منتقدي الاتفاق النووي الإيراني وطالبت العديد من الدول الأوروبية بفرض عقوبات صارمة على طهران. وأتاحت لها علاقاتها تأسيس مركز أبحاث قبل أن تجد طريقاً إلى إدارة ترامب الأولى متحدّثة باسم الخارجية عام 2019، حيث لعبت دوراً في ترتيبات اتفاقات أبراهام، مستفيدة من ثناء إسرائيلي على دورها محلّلة أمنية مالية، كجزء من حملة مطاردة «الإرهابيين» وتتبّع آثار تمويلهم.
أخبار سوريا الوطن١ الاخبار