آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » ماهي الفوارق بين الصناعة التركية والصناعة السورية 

ماهي الفوارق بين الصناعة التركية والصناعة السورية 

 

 

 

 

يكمن الفرق بين الصناعتين في مستوى التطور، السياسات الداعمة، وقدرة كل منهما على المنافسة في الأسواق الدولية. فبينما تمتلك تركيا صناعة متطورة ومدعومة بسياسات حكومية فعّالة، تعاني سوريا من تراجع كبير في قطاعها الصناعي بسبب السياسات غير المدروسة والحرب التي دمرت البنية التحتية.

إعادة بناء الصناعة السورية تتطلب خطوات استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات الهيكلية واستعادة الأسواق الإقليمية.

 

1. مقارنة بسيطة عن مستوى التطور الصناعي بين تركيا وسوريا

 

الصناعة التركية :

تركيا تمتلك صناعة متطورة نسبيًا مقارنة بسوريا، حيث تشمل قطاعات مثل النسيج، السيارات، الإلكترونيات، والأجهزة المنزلية.

الصناعة التركية تعتمد على تقنيات حديثة وتعمل ضمن سلاسل إمداد عالمية، مما يجعلها تنافسية في الأسواق الدولية.

الحكومة التركية استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية الصناعية، مثل المناطق الحرة والمدن الصناعية.

 

الصناعة السورية :

 

الصناعة السورية كانت تعتمد بشكل رئيسي على الصناعات الخفيفة (مثل النسيج) والصناعات الغذائية والكيماويات.

بعد عام 2008، ومع توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، انهارت العديد من المصانع السورية بسبب عدم قدرتها على المنافسة مع المنتجات التركية الأرخص وأعلى جودة.

الحرب السورية دمرت البنية التحتية الصناعية، مما أدى إلى توقف معظم المصانع أو تراجعها بشكل كبير.

 

2. السياسات الحكومية الداعمة

 

تركيا :

الحكومة التركية تدعم الصناعة المحلية عبر سياسات اقتصادية واضحة، مثل تقديم حوافز ضريبية، تسهيلات تصديرية، وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

هناك تركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية لتطوير القطاع الصناعي.

سوريا :

السياسات الاقتصادية في سوريا قبل عام 2011 وبعده لم تكن موجهة بشكل كافٍ لدعم الصناعة المحلية.

الانفتاح الاقتصادي غير المدروس (مثل اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا) أدى إلى انهيار العديد من الصناعات المحلية.

غياب البنية التحتية اللازمة لدعم الصناعة، خاصة بعد الحرب، جعل من الصعب إعادة بناء القطاع الصناعي.

 

3. القدرة التنافسية

 

تركيا :

المنتجات التركية تتمتع بقدرة تنافسية عالية بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج وجودة المنتجات.

تركيا لديها إمكانية الوصول إلى أسواق عالمية كبيرة عبر اتفاقيات تجارية متعددة، مما يعزز الصادرات.

سوريا :

المنتجات السورية تعاني من ضعف الجودة مقارنة بالمنتجات التركية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب نقص المواد الخام والتكنولوجيا.

السوق السوري فقد قدرته على التصدير، خاصة إلى العراق، الذي أصبح تحت سيطرة المنتجات التركية والإيرانية.

 

4. التأثير على الاقتصاد المحلي

 

تركيا :

الصناعة التركية تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد، حيث تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل.

الصادرات التركية تشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي.

سوريا :

انهيار الصناعة السورية أدى إلى زيادة البطالة وارتفاع معدلات الفقر.

الاعتماد المتزايد على الواردات التركية زاد من العجز التجاري وضعف الليرة السورية.

 

5. العلاقة مع السوق العراقي

 

تركيا أصبحت واحدة من أكبر المصدرين إلى العراق، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى العراق حوالي 13 مليار دولار في عام 2024.

المنتجات التركية تغطي احتياجات السوق العراقي في مجالات مثل البناء، الأغذية، والنسيج.

سوريا :

سوريا فقدت السوق العراقي، الذي كان تاريخيًا الوجهة الرئيسية للصادرات السورية.

الصادرات السورية غير النفطية إلى العراق كانت تبلغ حوالي ثلث إجمالي الصادرات السورية قبل عام 2011، لكن هذا الرقم تراجع بشكل كبير.

 

6. التحديات المستقبلية

 

تركيا :

تواجه تركيا تحديات مثل المنافسة العالمية وتأثير التغيرات الجيوسياسية على صادراتها.

رغم ذلك، تمتلك تركيا القدرة على التكيف بفضل سياساتها الاقتصادية المتنوعة.

سوريا :

إعادة بناء القطاع الصناعي السوري يتطلب استثمارات ضخمة وسياسات داعمة.

بدون خطط واضحة لحماية الصناعة المحلية، ستستمر المنتجات التركية في السيطرة على الأسواق السورية والعراقية.

 

عن مقابلة للدكتور محمد صالح الفتيح

(اخبار سوريا الوطن ١-اخبار الصناعة السورية)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تقرير للأمم المتحدة عن سوريا: اقتصاد مدمر..وفقر منتشر..وطريق مليء بالتحديات أمام التعافي الاجتماعي والاقتصادي

    تسبّب الصراع في سوريا والذي استمر لما يناهز أربعة عشر عاماً في تقويض ما يقارب أربعة عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبشري، وفقاً ...