آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » هآرتس: خطة ترامب للفلسطينيين أشعلت جبهة عربية موحدة وغاضبة

هآرتس: خطة ترامب للفلسطينيين أشعلت جبهة عربية موحدة وغاضبة

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يتناول فيه الكاتب جيسي ر. واينبرغ اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى خارج القطاع، مشيراً إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة ولا مبتكرة، بل تعكس نمطاً متكرراً في التعامل مع القضية الفلسطينية.

ويرى أن التداعيات السياسية لهذا الطرح أوجدت جبهة عربية موحدة، ولكن ليس بالضرورة دعماً للفلسطينيين، وإنما رفضاً لتحمل مسؤولية استيعابهم، وفق وصف الكاتب.

ويشير واينبرغ إلى أن القومية العربية، رغم وضعها القضية الفلسطينية في صدارة خطابها السياسي، لطالما تعاملت مع الفلسطينيين كأداة سياسية دون التزام عملي حقيقي تجاههم، على حد تعبيره.

لكن يرى الكاتب أن الشرق الأوسط اليوم بعيد تماماً عن عصر القومية العربية، الذي بلغ ذروته مع جمال عبد الناصر، حيث كانت الدول العربية تسعى إلى توحيد مواقفها سياسياً. ومع انهيار القومية العربية السياسية بعد حرب 1967، أصبحت القضية الفلسطينية مجرد ورقة سياسية تستخدم لحشد الجماهير، دون وجود رغبة حقيقية في استيعاب الفلسطينيين أو حل قضيتهم جذرياً، وفق الكاتب.

وتشير المقالة إلى أن خطة ترامب سرعان ما قوبلت برفض عربي واسع، حيث أصدرت كل من السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية بياناً مشتركاً يعارض بقوة هذا الطرح. ويرى واينبرغ أن التوافق العربي هنا ليس تعبيراً عن دعم الفلسطينيين بقدر ما هو تأكيد لرفض الدول العربية تحمل مسؤولية إعادة توطينهم.

ورغم الرفض العربي القاطع، يشير واينبرغ إلى أن اقتراح ترامب قد يؤدي إلى إعادة التفكير في عملية السلام، عبر دفع الدول العربية إلى تحمل مسؤولية أكبر في إعادة إعمار غزة، والتعامل مع مسألة استبدال حماس كسلطة حاكمة في القطاع.

ولكن الكاتب ينتقد رؤية ترامب للشرق الأوسط باعتباره مجرد صفقة عقارية كبرى، معتبراً أن ذلك يعكس نقصاً في الفهم السياسي والواقع الجيوسياسي للمنطقة، فالنتيجة الحقيقية لهذه الخطة لم تكن سوى توحيد الموقف العربي ضد أي فكرة لاستيعاب الفلسطينيين في الدول المجاورة.

ويرى واينبرغ أن الأردن ومصر هما الأكثر قلقاً من تبعات هذه الخطة، نظراً لما قد يترتب عليهما من ضغوط سياسية واقتصادية خطيرة، بينما قد تكون السعودية الأكثر تأثراً بالجدل حول خطة ترامب، خاصة أن إدارة الأخير كانت تأمل أن تؤدي إلى توسيع اتفاقيات التطبيع (الاتفاقيات الإبراهيمية)، عبر اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، كما يقول الكاتب.

وتابع القول إن ترامب كشف عن أن السعوديين لم يعودوا يطالبون بدولة فلسطينية، وهو ما يمثل تحولاً جذرياً عن سياستهم القديمة، وفق مقاله.

ويضيف الكاتب أن اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنشاء دولة فلسطينية على أراضٍ سعودية زاد الأمور تعقيداً، لافتاً إلى أن الرياض كانت تسعى إلى تقليل ارتباطها بالقضية الفلسطينية والتركيز على علاقاتها الاستراتيجية مع إسرائيل ضد التهديد الإيراني، وفق قوله.

ومع ذلك، يرى الكاتب أن السعودية لن تتخلى بالكامل عن الفلسطينيين، نظراً لمكانتها كحاضنة لأقدس المواقع الإسلامية، وكذلك طموحات ولي العهد محمد بن سلمان في قيادة العالم العربي.

ويخلص واينبرغ إلى أن الموقف العربي من رفض توطين الفلسطينيين ظل ثابتاً منذ عام 1982 وحتى اليوم، رغم كل التغيرات السياسية الإقليمية، فبالنسبة للدول العربية، يبقى “الاستقرار الوطني” أكثر أهمية من أي التزام تجاه   القضية الفلسطينية، وهو ما يعكس التراجع التدريجي عن فكرة القومية العربية التقليدية التي كانت سائدة في الماضي.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نيويورك تايمز: لا خطط أمريكية لفرض اتفاق مع روسيا على أوكرانيا وأوروبا

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الجمعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ليس لديها أي خطط لفرض شروط على كييف وأوروبا، حال التوصل لاتفاق ثنائي مع ...