بقلم: هني الحمدان
مرارة لا توازيها أي مرارة ،حالة من “التعتير” وقلة الحيلة والتدبير أمام مايحصل من زيادات سعرية طالت كل شي بلا هوادة ،ولم يعد بمقدور أحد العيش في حالة الكفاف …
فبعد أن كان يسأل دائماً: هل يكفيني دخلي أو راتبي خلال الشهر ؟ بات المواطن السوري اليوم يسأل: كيف سأقدر على تأمين وجبة غذاء لأطفالي؟ ! وأسئلة أخرى كلها تبعث في النفس الحنق والضيق وكره الحياة ..!!
كل شيء تحول إلى رفاهيات في حياة المواطن، الفواكه و اللحوم والحلويات ..و.. و.. إلخ .فماذا عن الحبوب والسلع الغذائية وغير ذلك؟! إنه العجب العجاب.
دفع المواطن ولايزال يدفع فاتورة استغلاله واستخدامه كوقود تجارب عند بعض الجهات الرسمية وأخطاء أعمالها وقراراتها القاصرة ،فكانت أعباء فاتورته تنوء منها الجبال …!!
فلا عجب أن نشهد ونلمس وقائع حياة لشرائح مجتمعية تكابد وتعاني من ظروف المعيشة، نهشها البؤس والفقر لدرجة تاهت ولم تعد تدري إلى أين المفر..؟!! فحتى ثمن ربطة الخبز بات حملاً ثقيلاً مادياً على طاقة هذه الشرائح في ظل تدهور أوضاعها الإنتاجية وفقدان أي سيولة ممكنة لسد بعض من حاجياتها أمام الغليان الحاصل ..!
تلهج الألسن بنبرات الخوف وهواجس الحرمان والفاقة ، والأحاديث حول لقمة العيش المغمسة بتركة كورونا، هذه الجائحة الخطيرة ، من الجوع إلى أخبار تزايد الإصابات وحجر بعض المناطق.
أيها السادة :لم تعد المسألة بتلك السهولة ،ولم يعد الاستهتار مُرضياً ،كفانا تهاوناً واستخفافاً ،فالوباء لا يزال يتربص بنا من كل حدب وصوب ،والحيطة والحذر والنظافة التامة خيار أساسي لتجنب وقوع الكارثة أبعدها الله عنا جميعاً .
إن جلّ مايدور في خلد العباد هذه الأيام العصيبة : متى ستفرج الأحوال؟ ،وهل ستزداد سوءاً مع دخول مفاعيل ” قيصر” وغيرها من العقوبات الاقتصادية الظالمة على حياة الشعب السوري ؟!! وهل ستتحلحل الأمور الاقتصادية ويلقى “الأخضر “مصيره الأسود
للتخفيف من كوارث انعكاساته على أسعار الأسواق ..؟! لعل في ذلك المرتجى.
ليس من باب التشاؤم ..ستتسع قائمة رفاهيات المعيشة يوماً بعد يوم ، وعلى مايبدو لن يفاجأ المواطن مستقبلاً إذا انضم الخبز إلى قائمة تلك الرفاهيات ..!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين23-6-2020)