محمد نور الدين
سجّل تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله أول من أمس مشاركة تركية لافتة تمثلت بحضور وفود تمثل قطاعات شيعية وأخرى يسارية ومعادية لحلف شمال الأطلسي. وفيما أفردت صحيفة «آيدينلق» مساحة كبيرة للحدث عبر مراسليها، أفردت قناة «أولوصال» التلفزيونية مساحة واسعة لتغطية الحدث، وتجاهلت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية خبر التشييع وأوردته موجزاً في صفحات داخلية.
وعنونت «آيدينلق» الناطقة باسم حزب «وطن» القومي المعادي للولايات المتحدة (يرأسه دوغو بيرنتشيك)، صفحتها الأولى بـ «نصرالله بالملايين»، مع محطات من حياة السيد نصرالله وصور من التشييع، وأشارت إلى هتافات التحدي التي أطلقها المشيعون لدى استعراض طيران العدو الإسرائيلي أثناء الجنازة.
ونقلت عن أوزغور بورصلي، الأمين العام لحزب «وطن»، أن السيد نصرالله «شهيدنا جميعاً، شهيد الإنسانية وليس شهيد الشيعة أو السنة فقط»، وهو «سيد المقاومة وأبوها» الذي ألحق الهزيمة الأولى لإسرائيل عام 2000 والثانية عام 2006، و«كان انتصاره لكل الشيعة والسنة والمسيحيين وهزيمة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي».
وذكّر بأن «حزب الله الشيعي قدم دعماً لا محدود لحركة حماس ذات الثقل السني»، لافتاً إلى أن محاولات بث الفرقة بين السنة والشيعة «في صلب المخطط الأميركي – الإسرائيلي».
ونشرت صحيفة «جمهورييات» العلمانية خبر التشييع مع صورة للحشود في ملعب المدينة الرياضية في صفحتها الأولى، وعنونت بـ«التحريض على الجنازة»، في إشارة إلى تحليق الطائرات الإسرائيلية، لـ«تعلو أصوات الحشود بشعار الموت لإسرائيل».
وخصّص موقع «أخبار الشرق الأوسط» الذي يديره المتخصص في شؤون المقاومة والمنطقة ألبتكين دورسون مساحة واسعة لتشييع «رمز المقاومة» الذي «وُدّع وسط بحر من الدموع والهتافات والرايات».
وكتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط فهيم طاشتكين مقالة طويلة في صحيفة «غازيتيه دوار» أشار فيها إلى أن «خسارة نصرالله كبيرة جداً، ليس فقط للبنان بل لكل محور المقاومة. لكنه ترك خلفه كوادر نجحت في مواصلة المقاومة ضد أعتى جيش في المنطقة، والأهم أن هناك شعباً يحضن هذه الكوادر. كما ترك ميراثاً ضخماً للمقاومة في الشرق الأوسط. ومشاركة وفود من أكثر 79 دولة في التشييع جواب على الادعاءات بأن المقاومة سقطت، ويظهر أنها متجذرة في المجتمع اللبناني».
وأشار إلى أن «نصرالله كان أكثر زعيم أتعب النظام الإسرائيلي العسكري والسياسي، لأنه فكر بطريقة عقلانية وبعيدة المدى لمواجهة إسرائيل، وكان واحداً ممن يفعلون ما يقولون».
وأضاف أن «حزب الله ملأ بسرعة الفراغات التي حصلت. وأعاقت المقاومة المنظمة توغل إسرائيل أكثر في جنوب لبنان، ما أجبرها في النهاية على الانسحاب». وخلص إلى أن «حزب الله لم ينته، لكن صعوبات جمّة تواجهه، ومنها قطع أنبوب الهواء عنه بسقوط سوريا في يد السلفيين المتشددين». وختم بأن «نصرالله زعيم وهب نفسه لفلسطين وأعطى حياته قرباناً لها. كان صاحب كاريزما لفّت كل العالم العربي. وقد رحل بعد أن ترك لمحبيه ومجتمعه الشعور بالكرامة. بقيت الكرامة. هذا هو الميراث. وهذا ما يغذي المقاومة».
أخبار سوريا الوطن١_الأخبار