أحمد محي الدين
كعادته عند اقتناص أي موهبة، يحيط ريال مدريد أي لاعب يريد ضمه بهالة إعلامية كبيرة؛ وهذا ما ينطبق على اللاعب التركي أردا غولر الذي وصف بأنه “ميسي تركيا”. وبعد نحو عامين من التحاقه بكتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي يعاني النجم من التهميش وملازمة دكة البدلاء.
قد لا يكون غولر اللاعب الوحيد الذي يعاني مصيراً كهذا في النادي الملكي تاريخياً، فثمة أسماء كثيرة تبدّدت مسيرتها في النادي المذكور، ومنهم الذين انتقلوا ليتألقوا في أندية أخرى. وعلى سبيل المثال لا الحصر الهولندي آريين روبن، الذي صنع مجداً شخصياً مع بايرن ميونيخ بعدما غادر “جحيم” ملعب سانتياغو برنابيو.
وكشفت صحيفة “سبورت” الكاتالونية أنّ نجمين من ريال مدريد يريدان الرحيل عن النادي العاصمي الإسباني في الصيف المقبل هما غولر والبرازيلي إندريك، “من أجل البحث عن إثبات الذات ولعب دقائق أكبر”.
إندريك (18 عاماً) وغولر (19 عاماً) هما أقلّ لاعبين في قائمة ريال هذا الموسم لعباً للدقائق، حيث يمكن القول إنّ كليهما سقط من حسابات المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
وخاض غولر ستّ مباريات هذا الموسم ضمن التشكيلة الأساسية في “لا ليغا” هذا الموسم، وتمكّن من تقديم 4 تمريرات حاسمة، إلا أنه غاب كلياً عن المباريات الأخيرة للفريق، الأمر الذي دفع صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى الإشارة إلى تهميشه في حسابات المدرب الإيطالي، نظراً إلى استمرار وضعه الثابت من دون تغيير طوال الأشهر الماضية.
ورأت “ماركا” أنّ اللاعب الشاب في مرحلة التطوّر “لكنه في نادٍ لا يمنح الفرص بسهولة. ريال مدريد يعيش في الحاضر، وعندما أتيحت له الفرصة لإثبات موهبته لم يتمكّن من استغلالها”.
ويفضّل أنشيلوتي الاعتماد على المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش، والمغربي إبراهيم دياز، والإنكليزي جود بيلينغهام، في المراكز التي يجيدها غولر، إذ يحظى اللاعبون بثقة المدرّب نظراً إلى إسهاماتهم الواضحة والحاسمة في الكثير من الأحيان.
وتفيد ماركا: “كان من المفترض أن يكون هذا الموسم هو نقطة انطلاقة لغولر لكنه تحوّل إلى لاعب معزول، لا يرى فيه مدربه اللاعب القادر على تقديم ما هو مطلوب في المباريات خصوصاً الكبيرة منها”.
وتناقض وضعية غولر مع ناديه دوره مع منتخب بلاده، إذ إنه من الأساسيين في التشكيلة الدولية للمدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا، حيث أثبت أنه صانع ألعاب مثالي. وأبدى سابقاً مونتيلا امتعاضه من تهميش غولر.
وأشار أنشيلوتي إلى أنّ غولر “ليس لديه أيّ مشاكل” ولا يعاني من إصابة، مشيراً إلى أنه سيشارك في المباريات المقبلة. لكنّ صحيفة “ريليفو” كشفت سرّ استبعاد أنشيلوتي لغولر قائلة: “السبب الرئيس في انقلاب أنشيلوتي على أردا غولر يرجع لعدم قيامه بالواجبات الدفاعية بالشكل الأمثل رغم اقتناع المدرب بالقدرات الهجومية للاعب”.
في المقابل، كشفت تقارير صحافية إسبانية أنّ غولر بات على “رادار” عدة أندية أوروبية كبرى، مثل أرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول، وبايرن ميونيخ الألماني، الذي استفسر عن وضع النجم التركي، حيث يدرك العملاق البافاري موهبة اللاعب الكبيرة، وقد يقدم على الظفر بخدماته عن طريق الإعارة لعام واحد كما فعل ذلك سابقاً مع خاميس رودريغيز وألفارو أودريوزولا، وهي فكرة قد تغري ريال مدريد حيث يحصل من خلالها على فرصة استعادة خدمات أردا غولر في حال تألقه في الملاعب الألمانية.
أخبار سوريا الوطن١_النهار