موجة فصل تعسفي تطال القطاع الصحي في سوريا.. احتجاجات في عدة مدن سورية

شهدت مدن سورية عدة، أبرزها السلمية والسقيلبية ودمشق، موجة من الاحتجاجات والوقفات الاحتجاجية من قبل الكوادر الطبية، بعد قرارات فصل تعسفي وإجازات قسرية طالت المئات من العاملين في القطاع الصحي.

في مدينة السلمية بمحافظة حماة، خرج العشرات من الأطباء والممرضين العاملين في المشفى الوطني والمراكز الصحية في وقفة احتجاجية بالساحة العامة، تنديدًا بقرارات فصل وصفوها بـ”التعسفية وغير المسؤولة”، محذرين من التداعيات الكارثية على واقع الخدمات الطبية. وأشار المحتجون إلى أن هذه القرارات قد تترك أقسامًا كاملة دون العدد الكافي من الكوادر الطبية.

وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية صدور قوائم بإجازات قسرية شملت 1,470 موظفًا في عدة مشافٍ بمحافظة حماة، بينها مشفى السلمية والسقيلبية، مما أثار مخاوف كبيرة بين العاملين والمرضى على حد سواء، خاصة مع تناقص أعداد الكوادر الطبية إلى مستويات خطيرة في بعض الأقسام، إذ أشار المحتجون إلى أن بعض الأقسام لم يتبقَّ فيها سوى 3 إلى 7 كوادر طبية فقط.

وفي دمشق، نظّم العشرات من العاملين في الكوادر الطبية وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الصحة، رفضًا لقرارات الفصل التعسفي والإجازات القسرية التي طالت 336 من العاملين في القطاع الصحي بينهم ممرضون وأطباء من مختلف التخصصات.

وفي مشفى القرداحة الوطني، صدر قرار مشابه بمنح 399 موظفًا إجازة مأجورة لمدة ثلاثة أشهر، مما يعكس اتساع نطاق هذه القرارات التي اعتبرها العاملون “مقدمة لعملية فصل ممنهجة”.

على صعيد آخر، اشتكى عناصر التمريض المتبقون من إلزامهم بأعمال ليست من اختصاصهم، مثل تعقيم الأسرّة والطاولات والأبواب، بعد إنهاء عقود عمال التعقيم. وأكدوا أن هذه المهام ليست ضمن مسؤوليات التمريض “لا دراسيًا ولا علميًا”، وأن تكليفهم بها قد يؤثر على جودة الرعاية الطبية المقدمة للمرضى.

تأتي هذه الإجراءات في ظل أزمة اقتصادية خانقة يواجهها القطاع الصحي في سوريا، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه القرارات على الخدمات الصحية ومستقبل العاملين في المجال الطبي، في وقت باتت فيه المشافي تعاني نقصًا حادًا في الكوادر والتجهيزات الأساسية.