غصون سليمان:
عندما يركز الجميع وبوضوح وإصرار على دور الأسرة وأهمية استنهاض فعلها ودورها وتعزيز ذلك في حاضر سورية الأم ، وفي القادم من الأيام ،لاسيما وأن ذلك الثقل نلحظه اليوم، نظراً للتأكيد والشعور على أن هناك استهدافا حقيقيا للأسرة السورية بكل مكوناتها، الأب والأم، والمرأة ،والطفل والشاب، واليافع ، من خلال التركيز على طريقة تفكيرهم وسلوكهم ،مايجعل الاستهداف، أكثر خطورة هنا لدور ووظائف وأهمية الأسرة السورية كمكون أساسي. ليس فقط في المجتمع السوري فحسب، وإنما في كل المجتمعات.
وهذا الاستهداف يبدأ من البيولوجيا مرورا بالدور النفسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، باعتبار أن الأسرة ناقلة للتراث واللغة والموروث الأخلاقي والفكري في المجتمع.
فعندما تطلق وزراة الشؤون الاجتماعية والعمل “أيام الأسرة السورية” في اطار حملتها الوطنية لتعزيز مكانة الأسرة واستنهاض دورها. وذلك بالتشارك مع جميع المؤسسات والوزارات المعنية لما يشكله هذا الاستهداف من خطورة حقيقية ،كون الأسرة والعائلة هي اللبنة الأساسية اولاً في اشعار الإنسان بالامان والاطمئنان والسلام ومن ثم في بناء هرمه الاخلاقي ابتداءً من اصغر المعايير الى اكبرها.
فالاسرة هي الأساس في خلق الانتماء لاسم الأسرة اولاً وهذا ما جعلنا نلاحظ بعض الاستهتار بهذا الجانب، كذلك الانتماء للحارة والحي والمدرسة والمجتمع والبيئة والقرية والمدينة ،ومن ثم الانتماء للوطن.
وبالتالي فإن ماعمل ويعمل عليه الغرب بأدوات الليبرالية الحديثة هو استهداف متنكر وظاهر لوظائف ودور الوطن والدولة ،لحاضرنا بكل ما فيه من صعوبات من خلال وضع العقبات في طريقه، بغية اغتيال مستقبلنا وعيشنا وحبنا لسورية وطن الشمس التي نحلم بها، وضحى ويضحي من أجلها جيشنا ومجتمعنا وبنانا وكل صمودنا وليالي جوعنا وخوفنا وألمنا.
إننا كمجتمع مؤسساتي ومن خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسات المعنية كافة، يتوجب علينا جميعا القيام بدور كبير في البحث عن تعافي الأسرة السورية لنعود جميعاً ونلملم هذه الجراح وتلك الآلام كي نعيد معاً هرمنا الأخلاقي وصورتنا الوطنية الناصعة.
فنحن لا نريد كما أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أن يرسم لنا الآخر صورتنا أو هويتنا أو سلوكنا أو حياتنا وهذا هو الهدف الحقيقي لحملة الأيام السورية، التي تنظر بعين المجتمع الواسعة إلى عدم نسيان هذه المعمعة في السلوكيات والأخلاق المجتمعية التي يريدها الأعداء متعددو الصفات والهويات أن تبقى ضبابية.
فقد عشنا كسوريين جميع التجارب المرة خلال السنوات العشر من حرب عدوانية طاحنة خلفت ما خلفته من ويلات وكوارث ،ماجعل الوضع الاقتصادي الخانق ، يضغط على أُسرنا جميعها وهي أحد أسباب عدم استقرار الحياة الأسرية على الصعيد النفسي والاجتماعي. لذلك نؤكد ونقول دوماً أنه عندما نكون معاً افراداً ومؤسسات وتكون الأسرة متماسكة والتي هي لا تعني مطلقاً الزوج والزوجة والأبناء وإنما تعني الأسرة الممتددة إلى الجد والجدة والأعمام و الأخوال وإلى كل ما يمتد ويتصل بالحي والجيران والأقارب، وعندما نواجه صعوبات اقتصادية وغيرها بتلاحم وتلاؤم وتماسك، حتماً سنكون اقوى على هذه المواجهة وتجاوز ما استطال منها وجعلها خانقة.
إن طرح وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل لبرامجها وخططها ومشاريعها للتعاون والتشارك مع جميع مكونات المجتمع السوري الرسمية والأهلية يفتح نافذة واسعة للعودة إلى رحابة صدر الأسرة السورية التي نعرفها جميعاً.
حيث حددت الأهداف لحملة ضمن عناوين أهمها في الجانب الاجتماعي
تعزيز الوعي الفردي والجماعي بالمكانة المحورية للأسرة كأساس لبنيان المجتمع وتعافيه.و تعزيز الروابط الأسرية
وضرورة استنهاض دور الأسرة السورية في صون الهوية الوطنية الجامعة والانتماء الوطني،عبر تعزيز المواطنة والقيم الأخلاقية، والسلوكيات الإيجابية، التماسك والتلاحم الاجتماعي، التنمية بكل مجالاتها وأبعادها.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة