طلال ماضي
بعد أن أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع قرارا رئاسيا بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري الجميع يسأل كيف ستنجح هذه اللجنة في تنفيذ أعمالها أمام المشهد المعقد، وكبر حجم الملاباسات الموجودة .
مهام اللجنة المكونة من 7 أشخاص وبغض النظر عن تحفظ البعض على بعض الأسماء حددها القرار الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها.
لجنة تقصي الحقائق في الساحل السوري
يعني من مهام اللجنة أن تخبر الشارع السوري أين هو المجرم “غيث دلا” الذي أشعل فتيل الأحداث في الساحل السوري هل هو على قيد الحياة أم توفي وهل كان يقود الأعمال من داخل الساحل أم من الخارج وكيف هرب وعليها أن تتعاون مع الهيئة الناظمة للاتصالات والجهات المختصة لتحديد مكانه ومكان معاونيه وتقديم الرواية الحقيقية عن هذه المجموعة الضيقة وما أسموه “المجلس العسكري” أولا قبل أي شيء آخر .
أما بعد عليها أن تعمل أولا على انشاء منصة الكترونية عاجلة مفتوحة للجميع وخاصة للمتضررين من أجل رفع مشاهداتهم ووثائقهم وما حدث معهم وتبويب هذه المشاهد مع كميرات المراقبة الموجودة في الأحياء وجمع الروايات ومقاطعتها من أجل الوصول إلى الحقيقة والوصول إلى المجرمين الحقيقيين الذي أشعلوا الساحل.
احداث منصة الكترونية سيكون السند القانوني
أشد المشاهد المؤلمة يمكن خرجت من حي القصور في بانياس وهذا الحي صغير والناس بتعرف بعضها، والكميرات الموجودة وثقت ما وثقته، وشهادات الأحياء مع الناس الذين عملوا على حماية جيرانهم، والذي يرفضون السرقة ولا ينطقون سوى بالحق، وخاصة في شهر رمضان المبارك، كل هذا سيضع الحقيقة كاملة غير منقوصة أمام اللجنة، واللجنة ملزمة بتقديمها إلى الجهات الحكومية، والجهات الحكومية ملزمة بتقديمها للشارع السوري، وتقديم الناس للعدالة، وخاصة بعد أن أكد الرئيس السوري محاسبة المتورطين حتى لو كانوا من أقرب الناس إليه.
اقرأ أيضا:الانتهاكات في الساحل السوري متواصلة والشرع يشكل لجنة لحماية السلم الأهلي
الشيء المؤكد أن من قام بهذه الأفعال الشائنة هم الغرباء، كون الناس متعايشة مع بعضها منذ سنوات طويلة، ولم يحدث مشاكل، والكثير من العائلات دفعت حياتها ثمن قيامها بحماية اخوتهم من الطوائف الأخرى، والغالبية أخرج الناس بسياراتهم من الأحياء، والناس بتعرف بعضها، وكل عاقل يحب الخير للبلد، ويرغب العيش بسلام ليس من مصلحته التستر على أي مجرم.
المنصة الالكترونية ستكون السند التاريخي للجنة، وللحكومة السورية، وستكون الحقيقة الواضحة التي لا شك فيها، وستغلق جميع أبواب التكهنات أو الطعون بمصداقية اللجنة، وسيتيسر عملها من خلال تبويب المناطق، وحصر الأضرار وحصر الضحايا، والأسباب وبالإضافة إلى ذلك سيصلها أسماء المجرمين، وبكل بساطة يمكنها معرفتهم ومحاكمتهم .
القصر الجمهري يعرف الجهة المتورطة
اليوم خطاب رئاسة الجمهورية لبعض زوار القصر حول ماحدث معروف لديها من هي الجهة التي حرضت ومولت، والتي تعبث بالأمن من جهة، وهذا الأمر جميل جدا ومعروف لديها أيضا من هي الجهات غير المنضبطة أو ما أسموها التطوعية التي اقترفت المجازر، ومن المؤكد أيضا أنه معروف لديها الجهات التي حرضت وتصرفت خارج توجهات الدولة، وهذا الأمر جيد ماذا تبقى أمام اللجنة إذا لملمة الجراح، والسماع للمتضررين، وتقديم البيانات للجهات التي ترغب بتقديم مساعدات لمن يحتاج، وإعادة الأموال والمصاغ الذهبي المسروق بعد حصر السارق والأهم من كل ذلك زرع الثقة .
زرع الثقة ياسادة أهم ما يجب أن تستثمره الحكومة السورية من هذه اللجنة، وتجعل الناس تتمسك بالدولة لقطع جميع الخطط الخبيثة من الدول المتربصة بسوريا من جهة، ولتوسيع عمل اللجنة لاحقا إلى المتضررين من الأحداث المؤلمة منذ عام 2011 إلى اليوم، ومساعدة تطبيق العدالة الانتقالية على مستوى الحفاظ على حقوق الناس، ودراسة المناطقة على المستوى الكلي كمحافظة والمستوى الجزئي كأحياء وبلدات وقرى .
(اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتب)