سليمان الصدي
يا أبناء التراب الذي سقيناه بدموعنا قبل دمائنا، أما آن لهذا الجرح أن يهدأ؟ أما آن لهذه الأرض أن تستريح من صخب الكراهية؟ إن الوطن، يا إخوتي، لا يُبنى بالثأر، ولا تُقام أسواره على حجارة الغضب. الوطن فكرة، والفكرة لا تحيا إلا في قلوب عامرة بالمحبة، وأرواح تعرف كيف تُضيء، حتى بعد أن تنطفئ المصابيح.
تعالوا نرفع أيدينا لا لنلقي الحجارة، بل لنمسح بها عن جبيننا غبار الحقد. تعالوا نسمع لصوت الوطن كما أصغى نيلسون مانديلا لصوت جنوب إفريقيا، يوم أدرك أن الحقد لا يورث إلا الحقد، وأن اليد التي تصافح أقوى من اليد التي تصفع.
إننا لن نبني سوريا بذاكرة مثقلة بالآلام، بل بقلوب تتسع للحب، وعزائم لا تنكسر. فلا تسألوا من أخطأ، بل اسألوا كيف نصلح الخطأ. لا تبحثوا عمن كان البارحة خصمكم، بل عمن يكون اليوم أخاكم. فالوطن لا يختار أبناءه، لكنه يسقط حين ينساهم.
سوريا لنا جميعاً، فلنحملها في قلوبنا كما يحمل الفجر وعداً بالنور، وكما حمل مانديلا أمته من ظلمة الكراهية إلى صبح التسامح. لنبنِها معاً، ولنجعل التسامح حجارتها الأولى.
(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)