قال وزير الخارجية المصري عبد العاطي، الاثنين، إن هناك مقترحا بأن يدرس مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في قطاع غزة والضفة الغربية الخاضعين للاحتلال الإسرائيلي، تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده عبد العاطي في القاهرة مع سفراء أجانب وممثلي سفارات ومنظمات دولية حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بغزة، وفق بيان للخارجية المصرية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وقالت الخارجية المصرية إن عبد العاطي أشار في كلمته بالاجتماع إلى “وجود مقترح بأن يقوم مجلس الأمن بدراسة تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية”.
وأوضح أن ذلك يكون “من خلال تبني قرار للمجلس لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار برنامج زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة”.
ولم يحدد عبد العاطي المرحلة التي بلغها هذا المقترح، علما بأن القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين بالقاهرة في 4 مارس/ آذار الجاري تطرقت لهذه الجزئية في بيانها الختامي.
ودعت القمة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام، تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية.
ولفتت الخارجية المصرية، الاثنين، إلى أن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة (تبنتها القمة العربية) حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع.
وأضافت أن مصر تعمل على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة، لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة.
عبد العاطي تحدث عن متطلبات أساسية لنجاح الخطة وهي: تثبيت وقف إطلاق النار بغزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الأعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية، والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءا أصيلا من الأراضي الفلسطينية.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، وهو ما ترفضه “حماس”.
وأكد عبد العاطي ضرورة “تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لقطاع غزة، للاضطلاع بمسئولياتها من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شئون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية”، وفق البيان.
كما أشار إلى بدء مصر والأردن في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرهم في غزة.
وتبنت القمة العربية خطة أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، تستمر 5 سنوات بتكلفة 53 مليار دولار، لكن إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا رفضهما الخطة والتمسك بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة “إدارة غزة”، لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم