آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » الانقسام الإسرائيلي ينذر بحرب أهلية… نتنياهو يستنسخ تجربة ترامب!

الانقسام الإسرائيلي ينذر بحرب أهلية… نتنياهو يستنسخ تجربة ترامب!

صورة الانقسام دفعت بالرئيس السابق للمحكمة الإسرائيلية العليا أهارون باراك للتحذير من “حرب أهلية” تنزلق إليها إسرائيل.

 

تشهد إسرائيل تحولات عميقة إثر سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تلقى انتقادات واسعة من أركان الدولة العميقة، دفعت قانونيين ومؤرخين عبريين للتحذير من “حرب أهلية” محتملة. يريد نتنياهو الاستفراد بالقرار الإسرائيلي الاستراتيجي، والانقضاض على فكرة العمل التشاركي المؤسساتي، أي الدولة العميقة، لضمان مستقبله السياسي ومستقبل إسرائيل وفق رؤيته.

آخر تجليات ممارسات نتنياهو كانت قرار العودة إلى الحرب في غزّة، وهو القرار الذي أثار انقساماً واسعاً في صفوف إسرائيل على المستويين السياسي والشعبي، ودفع رئيس الدولة اسحق هرتسوغ إلى انتقاد القرار بالإضافة إلى جملة من ممارسات نتنياهو، كالإنفاق الحكومي على المتشددين دينياً بدل القطاعات الخدماتية، ومحاولة إقالة رئيس الشاباك رونين بار.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وليد صافي يتحدّث عن الانقسام الإسرائيلي الحاد، ويطرح سؤالاً عن تحوّل إسرائيل “الديموقراطية” إلى دولة أو نظام “في مواجهة الدولة العميقة”، في ظل إجراءات نتنياهو التي تجعل منه “الحاكم المنفرد” وتستدعي إقالات طاولت وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورونين بار وسحب الثقة من المستشارة القضائية للحكومة جالي بهراب-ميارا، وبالتالي “إضعاف دور القضاء”، في مشهد مستنسخ عن “أميركا ترامب”.

الانقسام لم يعد سياسياً فحسب، ووفق ما يقول صافي لـ”النهار”، إذ بات مرتبطاً بـ”مجموعة القيم” التي كانت موضع “إجماع” الإسرائيليين، وتشهد “انهياراً” اليوم بالمشهدية الجديدة، وهذه القيم مرتبطة بطبيعة النظام وعمله، واستقلالية القضاء، والفصل بين السلطات، والأولويات السياسية الاستراتيجية، وتتمثّل بالتظاهرات الحاشدة التي تشهدها إسرائيل.

المشهد المتشابه بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حد كبير يشي بأن نتنياهو يستلهم من تجربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي رأي صافي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي استفاد من وصول ترامب إلى البيت الأبيض والمعركة التي فتحها بوجه الدولة العميقة واستبدل عدداً من السياسيين بشخصيات موالية له، كإيلون ماسك.

صورة الانقسام دفعت بالرئيس السابق للمحكمة الإسرائيلية العليا أهارون باراك للتحذير من “حرب أهلية” تنزلق إليها إسرائيل، لافتاً إلى “جبهة ثامنة”، أي الشرخ بين الإسرائيليين، وهو موقف أيّده المؤرخ الإسرائيلي إيلي بارنافي، الذي أشار إلى “تفكيك نتنياهو كل ركائز الديموقراطية لتحقيق هدفه البقاء في السلطة، مستخدماً الحرب أداة لتثبيت موقعه”.

لكن على المقلب الآخر، ثمّة رأي منسوب إلى عدد من الخبراء في الشأن الإسرائيلي يقول إن الدولة العبرية “بعيدة” من وقوع حرب أهلية حقيقية، كون الحرب تشكّل خطراً وجودياً عليها لا يصب في مصلحتها ومصلحة الولايات المتحدة، إلا أنّ الانقسامات تضعف الموقف الإسرائيلي وشرعيته الدولية وتؤثّر على قيادته.

وبتقدير صافي، فإن الداخل الإسرائيلي يتجه نحو “انقسام عمودي كبير”، وباعتقاده، فإن “نتنياهو لن يسمَّى رئيس حكومة مجدداً في حال أجريت انتخابات ولن يتمتع بأكثرية في الكنيست”، وهذه نتيجة واقعية للشرخ الحاصل، وسبب فعلي لإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على تمرير ميزانية عام 2025 حتى لو كان الثمن العودة إلى الحرب في غزّة.

في المحصلة، فإن الانقسام الإسرائيلي على أوجّه، وقد يكون بأعلى مستوياته، ويذكّر بمشهد ما قبل تاريخ 7 أكتوبر، حينما شهد الشارع الإسرائيلي تظاهرات واسعة، ونشطت المعارضة بعد خطة الإصلاح القضائي التي وقف خلفها نتنياهو آنذاك، وقد يؤسّس لمشكلات بنيوية ستتعمق ما دام اليمين الديني المتشدّد ممسكاً بزمام الأمور.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حظر تجمّعات وقطع للطرق واعتقال للصحافيين… أردوغان يخشى تصاعد الغضب الشعبي

شهدت مختلف المدن التركية ليل الأحد تظاهرات غاضبة على قرار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو وعزله من منصبه بشكل موقت، بالتزامن مع ...