آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » هل تنجح جهود مصر بتأمين الملاحة في البحر الأحمر؟

هل تنجح جهود مصر بتأمين الملاحة في البحر الأحمر؟

ياسر خليل

 

كثّفت مصر جهودها في مسارات عدة، خلال الأيام الماضية، لتأمين حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتركز تلك الجهود على اتصالات ديبلوماسية مع الأطراف الفاعلة لوقف التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.

وبعد فترة هدوء دامت نحو 3 أشهر، عقب تنفيذ اتفاق وقف النار بين إسرائيل و”حماس”، والذي تم التوصل إليه بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة، عادت إسرائيل إلى مهاجمة قطاع غزة أخيراً، وعلى إثر ذلك هدد الحوثيون، المدعومون من إيران، باستئناف مهاجمة السفن المارة في البحر الأحمر.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، إن قناة السويس تخسر ما بين 800 و900 مليون دولار شهرياً بسبب التوترات الإقليمية. وتضغط هذه الخسائر على الاقتصاد المصري الذي يمر بأزمة صعبة.

ورفضت مصر المشاركة في تحالف عسكري لضرب الحوثيين في اليمن، رغم تعرضها لضرر اقتصادي بالغ من هجماتهم على السفن.

 

 

 

 

القوة والسلام

بعد إعلان الحوثيين استئناف هجماتهم على السفن في 15 آذار/ مارس، بدأت الولايات المتحدة بشن غارات جوية على الجماعة، وركزت ضرباتها، فجر الأربعاء، على معاقلهم في محافظة صعدة اليمنية.

 

ويقول وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد رشاد لـ”النهار” إن “من الصعب القضاء على الحوثيين باستخدام الضربات الجوية، نظراً الى طبيعة الجبال والكهوف في اليمن”.

 

وتحدّث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، السبت، وناقشا أهمية وقف التصعيد في المنطقة، وحرية الملاحة في البحر الأحمر.

 

وتعمل القاهرة على وقف الحرب في غزة باعتبارها لب الأزمة، وقدمت مقترحاً يقضي بإطلاق “حماس” 5 أسرى إسرائيليين، في مقابل السماح بإدخال المساعدات للقطاع، ووقف النار لمدة أسبوع.

 

 

 

وقف الهجمات

وترى الباحثة الأكاديمية الأميركية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط باربارا هايسي أن وقف هجمات الحوثيين على السفن يرتبط بعوامل عدة.

وتشير في حديث لـ”النهار” إلى أن “من تلك العوامل الاستراتيجيات الديبلوماسية التي تستخدمها القاهرة. يجب أن تركز الديبلوماسية الأكثر فعالية على التأكيد على الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به البحر الأحمر وقناة السويس بالنسبة إلى التجارة والاقتصاد العالميين”.

 

وتضيف: “على رغم أن الأسباب الكامنة وراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مرتبطة مباشرة بإنهاء الحرب في غزة والهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، فإن استيلاء الحوثيين على السفن التجارية التي تدخل البحر الأحمر وقناة السويس له تأثيرات سلبية على الحلفاء، مثل مصر وشركائها التجاريين”.

 

وانخفضت حركة السفن في البحر الأحمر، منذ اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إثر شن “حماس” عملية “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات إسرائيلية على حدود القطاع، واتخذت السفن مساراً أطول، ما رفع تكلفة شحن البضائع بنسبة كبيرة.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز في تصريحات إعلامية إن “75 بالمئة من شحناتنا البحرية التي ترفع العلم الأميركي تضطر إلى المرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا بدلاً من قناة السويس “.

 

 

 

فعالية الهجمات

من جانبه، يرى مدير “منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية” محمد حامد أن لا فائدة من الحوار المصري – الإيراني بشأن وقف هجمات جماعة الحوثيين.

 

ويقول لـ”النهار”: “أولاً: الجماعة رسخت عقيدة خاصة بها بعد حرب غزة، كما أن إيران وجدت في تلك الهجمات ورقة ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة”.

 

ويشير إلى أن “مساعي مصر لتثبت وقف النار في غزة قد تقود الى التهدئة بالمنطقة. كما أن الضربات العسكرية الأميركية قد تؤدي إلى تقليص قدرات الحوثيين العسكرية، وتحطيم معنوياتهم، ما يوقف هجمات الجماعة على السفن العابرة في البحر الأحمر”.

 

وتعتقد هايسي أن “الضربات الأميركية يمكن أن تكون فعالة إذا تجنبت استهداف المدنيين وركزت على قادة الحركة”، لافتة إلى أن “استهداف المدنيين سيؤدي فقط إلى تصعيد الكراهية والعنف ضد إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما الغربيين”.

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

البيت الأبيض يعترف: تهديد جماعة “أنصار الله” اليمنية يجبر حركة الشحن الأميركية على تجنب البحر الأحمر

أفاد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز الأحد، بأنّ ثلاثة أرباع حركة الشحن الأميركية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا ...