آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » علم بتقنية جديدة أم خرافة… هل من مدينة تحت الأهرامات؟

علم بتقنية جديدة أم خرافة… هل من مدينة تحت الأهرامات؟

 

هبة ياسين

 

في الأيام الأخيرة، استأثرت أهرامات مصر مجدداً بالجدل، إذ ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات فريق بحثي من إيطاليا واسكتلندا، بعدما أعلن عن اكتشاف مدينة شاسعة تمتد على مسافة أكثر من 6000 قدم أسفل الأهرامات، وعن وجود هياكل أسفل هرم الملك خفرع تمتد أعمق من 4000 قدم، زاعمين استخدام ما وصفوه بـ”تقنية رادارية جديدة تجمع بين بيانات الأقمار الصناعية والاهتزازات الزلزالية”.

 

أثار الخبر سجالاً وردات فعل متباينة، بين الانبهار والتعجب من جهة، والتشكيك والاتهام بغياب الدقة والمعايير العلمية الدقيقة، واعتباره يرقى إلى التضليل. يوافق الدكتور مصطفى وزيري، عالم الآثار المصرية القديمة والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق، مع الرأي الأخير، ويقول لـ “النهار”: “إنها محض ادعاءات غير صادرة عن أي مؤسسة علمية أو بحثية، فالإعلان عن أي اكتشاف يتطلب أسساً منهجية على رأسها نشره في مجلة دولية محكمة”.

 

ودلل على رأيه بالقول: “شيد المصريون القدماء الأهرامات على هضبة صخرية صماء من الحجر الجيري، وثمة عدة دلائل أبرزها وجود ثلاث غرف دفن داخل الهرم الأكبر، إحداها تحت الأرض ومحفورة في الصخر، إضافة إلى ممر تجريبي الواقع على مسافة 100 متر شرق الهرم، ومحفور في الصخر أيضاً، أما هرم خفرع فتوجد داخله غرفة دفن وممر يمتد إلى الأسفل، ومُشيد على صخرة من الحجر الجيري، فالمنطقة صخرية بأكملها”. ويتطلب إجراء أي أعمال بحثية أو استكشافية في منطقة الأهرامات تصريحاً رسمياً من المجلس الأعلى للآثار (حكومي)، ما يؤكده وزيري، موضحاً: “شغلت منصب الأمين العام للمجلس أكثر من ست سنوات، وطوال تلك الفترة لم تتقدم أي جهة بطلب لاستخدام رادار أسفل هرم خفرغ، كما لم يمنح المجلس الأعلى للآثار أي تصاريح أو إذن لأفراد أو بعثات للقيام بهذه المهمة على مدار العام الماضي.

 

هل يمكن الرادار اختراق الصخور الصماء؟

ادعى الفريق البحثي استخدام تقنية المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض أو التحليل الزلزالي، وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ومدير عام أهرامات الجيزة السابق، لـ”النهار” أن ما حدث هو مجرد مؤتمر صحافي من دون تقديم أي ورقة علمية موثوقة، “وهذه التقنيات يمكنها كشف فراغات أو تراكيب على أعماق محدودة لا تتجاوز عشرات الأمتار، أما الادعاء بوجود “هياكل عملاقة” على عمق آلاف الأقدام فهي خارج حدود العلم والمنطق، وحتى أعمق الأنفاق في العالم لا يصل إلى هذه الأرقام بسهولة، فكيف بوجود غرف تحت أهرامات بُنيت قبل 4500 عام من دون أي أثر أو انهيار جيولوجي ظاهر؟”. ويضيف: “نعلم بوجود بعض الممرات والفراغات في هضبة الأهرامات مثل بئر أوزوريس، لكن جميعها تقع في حدود منطقية من حيث العمق والحجم”.

 

 

 

بدوره، أكد علي أبو دشيش، مدير مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، لـ”النهار” أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأسس العلمية، مشيراً إلى أن المصري القديم لم يبنِ المباني الضخمة على أعمدة، بل عبر مجس للتربة قبل التشييد. وشيدت قاعدة هرم خفرع على 8 أمتار من الصخر الصلب، إذ يبلغ العمر الجيولوجي لهضبة الجيزة نحو 20 مليون سنة، ما يعكس دقة اختيار مواقع البناء، نافياً إمكانية اختراق الرادار الصخور الصماء بهذا العمق، “فأي اختراق يتطلب وجود فجوات ليمر بداخلها، وهناك بعثات تعمل على دراسة ذلك مثل البعثة المصرية – اليابانية -الألمانية ولم تجد صحة لهذه المزاعم”.

 

خلط بين العلم والكائنات الفضائية

يذكر أن كورادو مالانغا، أحد أعضاء هذا الفريق، باحث معروف في مجال الأجسام الطائرة، وسبق له الظهور في برامج تتحدث عن الكائنات الفضائية، وعبر عبد البصير عن قلقه من ذلك بقوله: “عندما يدخل هذا التوجه في الأبحاث الأثرية، يتحول من بحث علمي إلى ترويجٍ لنظريات مؤامرة وشعبوية تجد جمهوراً يحتفي بها ويصدقها، فضلاً عن كونها موجة من التضليل، غرضها الشهرة، وتحقيق مكاسب مالية من خلال بيع الكتب واستغلال المنصات الرقمية، وإنتاج الأفلام الوثائقية المزيفة”.

 

ويوافق أبو دشيش على هذا الطرح، قائلاً: “الهدف من هذه الادعاءات تشويه الحضارة المصرية القديمة ونسب إنجازاتها إلى غير أهلها، وسبق أن ادعى إيلون ماسك أن الأهرامات شيدتها كائنات فضائية، بينما تؤكد الأدلة أنها شُيّدت بحجارة محلية وفق تصميم هندسي فريد هو الشكل الهرمي المثلث الذي يعد أقوى الأشكال الهندسية التي أبدعها المعماري المصري لتخفيف للضغط والأحمال داخل الهرم”، لافتاً إلى أن مصر تضم أكثر من 120 هرماً.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ضوء على قرية “مشتى عازار”في ريف حمص

  تقع مشتى عازار على الحد الفاصل بين محافظتي حمص و طرطوس، وتبعد عن مدينة حمص حوالي 60 كيلومتراً إلى الغرب وعن مدينة طرطوس حوالي ...