آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » أمريكا.. هل تحولت الى شركات قابضة؟

أمريكا.. هل تحولت الى شركات قابضة؟

عدنان نصار

لا يمكن لأمريكا أو غيرها من دول العالم أن تعيش بعزلة عن العالم أو تبقى دولة منفردة بكل شيء.. ففي العرف الدولي تشابك العلاقات والتشبيك الإقتصادي والسياسي أمر لا مفر منه.

أمريكا في عهد دونالد ترامب ، يبدو أن لها وجهة نظر سياسية وإقتصادية مختلفة تماما ، تستند الى الانفراد والتفرد وتسعتدي دول العالم في سياسة وصفت بانها من اغبى السياسات في العالم بالإضافة الى كونها سياسات “تأخذها العزة بالإثم” بشكل ينذر بنهايات صادمة لأقوى دولة بالعالم!

اللاعب السياسي الرئيسي في العالم أي أمريكا تسعى الى التحول من صانعة للسياسات الى شركات قابضة، وفق قاعدة لكل شيء ثمن مقبوض، فما عاد يهمها لا اوروبا ولا الصين ولا افريقيا ولا دول العالم الثالث، وهي بذلك تؤكد مسيرتها السياسية لأن تبقى “وحيدة القرن” ومصرة أمريكا أن تقف على قدم واحدة ظنا منها أنها القادرة على إدارة العالم بمفهوم سياسي اقتصادي جديد يستند الى الدفع والقبض ، وتسمد ذلك من شعورها بالعظمة، وهذا ما يوحي اليه ترامب في كل قراراته الكثيرة وخطاباته وإستعراضه الإعلامي اليومي.

لم تكن أمريكا اكثر سوء كما هو حالها الآن، ولم تكن على طغيانها أكثر كرها من شعوب العالم كما هو الآن ..، ولم تكن متضعضعة في الفقه السياسي كما هو الآن.. فالصين العظيم مثلا يمتلك القدرة الفائقة والمؤهلات العالمية لإزاحة أمريكا اقتصاديا وربما سياسيا لو قررت دول عالمية التوجه نحو التنين العظيم ، غير أن الصين تبدو أكثر حكمة وعقلانية من أمريكا في تعاطيها للسياسة العالمية، بما في ذلك تشبيكها مع الدول العربية والإسلامية بصرف النظر عن شيوعية الصين ..ففي ظني أن الصين الشيوعية هي القادرة على إرساء العدالة أكثر ألف مرة من امريكا.. ويكفي هنا أن نشير الى أن كل الصناعات الترفيهية وبأفضل الأسعار هي منتج صيني بما في ذلك سجادة الصلاة وخواتم الإستغفار التي تصنعها الصين الشيوعية لكل المؤمنين بوحداتية الله ..، في وقت تصنع فيه امريكا كل إدوات القتل والدمار وشقاء العالم .!

شخصيا، أميل الى القناعة بمستقبل رديء لأمريكا البارعة بإضطهاد العالم ..ومن المؤسف حقا أن تكون أمريكا قبلة للعالم السياسي اوروبيا وافريقيا واسلاميا وعربيا، في الوقت الذي تعلن فيه امريكا إنها عرضة للنهب والنصب من دول العالم عبر خمسين سنة فائتة، والحقيقة أن أمريكا هي من مارست النهب والنصب والكذب والخداع ضد العالم كله وفي مقدمته العالم العربي والإسلامي الذي نهبت خيراته من لدن امريكا التي تمتعت بمزايا الرفاهية المطلقة على حساب الشقاء العالمي وخصوصا دول العالم الثالث ..، فأي عدالة تتحدث عنها امريكا وأي سياسة تلك التي حولت البيت الأبيض من صانع للسياسة بمقابيسه المختلفة الى شركة قابضة، وشركات حماية ،وشركات سلاح تهدد وتتوعد كل من لا يدفع ..وهذا بمفهوم السلوك بعني “البلطجة” وليس له أي تعريف آخر حتى لو تحايلنا على قاموس السياسة، أو إستشهدنا “بمكيافيللي” !

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إسرائيل وعشقها المشروط للدروز

  كتب ابن الجولان السوري:طاهر ابوصالح     التمس العذر مسبقاً لأنني سأتكلم لأول مرة، واتمنى أن تكون أخر مرة، بشكل طائفي، ولكن في بعض ...