آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » لماذا فشلت زيارة نتنياهو إلى واشنطن؟

لماذا فشلت زيارة نتنياهو إلى واشنطن؟

 

جورج عيسى

 

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول شخصية أجنبية تزور البيت الأبيض بعد موجة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في “يوم التحرير”. حتى إسرائيل، الحليفة التاريخية للولايات المتحدة وخصوصاً لإنجيلييها الذين يمثلهم ترامب إلى حد بعيد، لم تنجُ من رسوم ترامب التي بلغت 17 في المئة على صادراتها. لكن ربما لعبت الصدفة، لا علاقات نتنياهو الشخصية، دوراً أكبر في هذه الزيارة.

 

 

 

“استدعاء”

 

كما لاحظ ديفيد كوفمان في مجلة “سبكتيتور”، لم يقدّم ترامب “دعوة” لنتنياهو بمقدار ما “استدعاه” إلى البيت الأبيض. حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يجول في بودابست بضيافة نظيره المجري فيكتور أوربان، تلقيا اتصالاً من الرئيس الأميركي الذي “أقحم” نفسه في الزيارة.

 

 

 

وقد لا يحقق نتنياهو الكثير من الزيارة على مستوى التعريفات. تُصدّر إسرائيل إلى الولايات المتحدة ما قيمته ثلاث مرات قيمة وراداتها منها، بالتالي، وفي “أفضل الأحوال”، ستظل إسرائيل خاضعة لتعريفات أميركية بقيمة 10 في المئة، كما كتب كوفمان قبل الزيارة.

 

 

 

لم تتحقق “أفضل الأحوال” هذه، بالحد الأدنى حتى كتابة السطور، بالرغم من تعهد نتنياهو بإلغاء الفائض التجاري الإسرائيلي “سريعاً جداً” وتشديده على ضرورة أن تكون التجارة الحرة نزيهة.

 

 

 

قد يكون الامتناع الأميركي عن تقديم تنازلات في قضية الرسوم مقصوداً، بهدف منع الحكومات الأخرى التي راقبت الزيارة عن كثب بحسب “أكسيوس”، من التقاط مؤشرات والبناء عليها للتفاوض المستقبلي مع الإدارة. لكن سيكون هذا التفسير متفائلاً بالنسبة إلى الإسرائيليين. فاستنتاج صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية المتخصصة في القضايا المالية هو أن نتنياهو “فشل” في إقناع ترامب بالتراجع عن الرسوم.

 

 

 

“رجل صلب وذكي”

 

اللافت للنظر أنه وفي حين كانت إيران على جدول أعمال الزيارة، لا يبدو أن نتنياهو حصل على أنباء سارة من البيت الأبيض. فقد قال الرئيس الأميركي إن اجتماعاً “رفيع المستوى” سيحصل السبت بين واشنطن وطهران مضيفاً أن المحادثات ستكون “مباشرة”. بصرف النظر عما إذا كان الاجتماع المنتظر في عمان سيكون مباشراً (بحسب ترامب) أو غير مباشر (بحسب وزارة الخارجية الإيرانية)، وبصرف النظر أيضاً عن تهديدات ترامب لإيران في حال الفشل، من المؤكد أنه أمكن لنتنياهو أن يسمع ما هو “أفضل” من كلمة “محادثات” مع الإيرانيين.

 

 

 

حتى في ما خص القلق الإسرائيلي من التوسع التركي في سوريا، كان كلام ترامب غير مطمئن لنتنياهو. أشاد الرئيس الأميركي بعلاقاته “الممتازة” مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً إنه سيستغلها لإزالة المشاكل بين أنقرة وتل أبيب. لكنه “هنأ” أردوغان لسيطرته على سوريا مضيفاً: “لقد فعلتَ ما لم يستطع أحد فعله خلال ألفي عام. لقد سيطرتَ على سوريا بأسماء مختلفة”. وطالب ترامب نتنياهو بأن يكون “عقلانياً” في التعامل مع أردوغان الذي وصفه بأنه “رجل صلب وذكي جداً”.

 

 

 

 

 

مقارنة تدغدغ العواطف… بشكل محدود

 

يبدو أن ترامب اكتفى بمنح نتنياهو ما يريد في حربه المتجددة على غزة، وقد رفع عن الجيش الإسرائيلي الحظر الذي فرضته الإدارة السابقة على بعض الأسلحة. لكن أبعد من ذلك، لا يستطيع نتنياهو، لغاية اليوم على الأقل، انتزاع تنازلات أميركية إضافية على المستوى الإقليمي.

 

 

 

لم يقدّم نتنياهو نفسه فقط كجمهوري طويل المدى، على ما جاء في تقرير لـ “نيويورك تايمز”. لقد صوّر نفسه، كما ترامب، ضحية القضاء المحلي. “في أميركا وإسرائيل، حين يفوز زعيم يميني قوي بانتخابات، تستخدم الدولة العميقة اليسارية النظام القضائي للإطاحة بإرادة الشعب”. وأضاف في تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي كتبه الشهر الماضي: “لن يفوزوا في أيٍ من المكانين! نقف أقوياء معاً”.

 

 

 

مع وضع جانباً أن تعبير “الدولة العميقة” مستورد من الأدبيات التركية وخصوصاً من أردوغان، يحاول نتنياهو الحصول على مزايا إضافية من ترامب على قاعدة أنهما يتعرضان للهجوم من “العدو الداخلي” نفسه. لكن ثمة حدود لما يمكن لهذه المقارنات أن تنتجه، بحسب ما أظهرته الزيارة الأخيرة إلى البيت الأبيض.

 

 

 

سبب الزيارة… وفشلها

 

بحسب كوفمان من “سبكتيتور”، استغل ترامب وجود نتنياهو بجانبه لإعادة تحفيز قاعدة “ماغا” وسط التداعيات السلبية لحربه التجارية وخسارة الجمهوريين سباقهم الانتخابي الأول منذ تشرين الثاني/نوفمبر في ولاية ويسكونسن.

 

 

هذا ما يفسر إلى حد بعيد، سبب خروج نتنياهو من الولايات المتحدة “خالي الوفاض” بحسب تعبير موقع “أول إيزراييل نيوز” (كل أنباء إسرائيل). فقد عقد الإسرائيليون آمالاً كبيرة على الزيارة، تحديداً لأنها كانت ملحة. حتى الحديث عن الأسرى الإسرائيليين كان سريعاً وأتى بمعظمه رداً على أسئلة مراسلين بحسب الموقع. واستعيض بهذه الأسئلة عن مؤتمر صحافي مشترك تم إلغاؤه في الدقائق الأخيرة وهو أمر فاجأ الوفد الإسرائيلي المرافق على ما جاء في تقرير لـ “هآرتس”. وكان لإيتامار إيخنر من موقع “واي نت” التابع لـ “يديعوت أحرونوت” استنتاج مشابه عن الإخفاق الإسرائيلي في البيت الأبيض.

 

 

 

لقد أثبت نتنياهو أنه لا يزال على علاقة شخصية جيدة مع الرئيس الأميركي، باستثناء أن تلك العلاقة ما عادت تثمر مزايا إيجابية كثيرة للإسرائيليين. في الخلاصة يبدو أن ترامب بات يستفيد من نتنياهو حين يقف إلى جانبه، أكثر من العكس.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الاتصالات يبحث مع القائم بأعمال سفارة قبرص التعاون المشترك ‏لتطوير قطاع الاتصالات السوري ‏

بحث وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل مع القائم بأعمال ‏سفارة جمهورية قبرص بدمشق ميخاليس خادجيكيرو، سبل تعزيز التعاون بين ‏البلدين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا ...