لم تكتف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون بما قدمته من دعم وتمويل وتسليح للإرهاب الذي استهدف سورية بل عملت على نقل وإرسال مئات الآلاف من الإرهابيين إليها للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها والمشاركة في قتل السوريين وتدمير مقدراتهم.
مركز فيريل الألماني نشر في هذا السياق دراسة في العام 2015 فضحت حجم الدور الذي لعبته الدول الغربية والإقليمية في استهداف سورية عبر إرسال مئات آلاف الإرهابيين إليها حيث كشف أن عدد هؤلاء الإرهابيين منذ نيسان 2011 وحتى نهاية عام 2015 بلغ 360 ألف إرهابي.
وأكدت الدراسة أن هؤلاء الإرهابيين توافدوا من نحو 93 دولة على مستوى العالم وبلغ عدد القادمين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فقط 21500 عاد منهم 8500 شخص إلى بلدانهم.
ومع نهاية عام 2015 قتل 95 ألف إرهابي أجنبي يحاربون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية بحسب الدراسة التي أوضحت أن تركيا تحتل المرتبة الأولى بعدد الإرهابيين الوافدين إلى الأراضي السورية بنحو 25800 تليها السعودية بما يقارب 24500 ومن ثم الشيشان بحوالي 21 ألفاً.
ووفق اعترافات المسؤولين الغربيين أنفسهم فقد حول نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تركيا إلى مقر لتجميع هؤلاء الإرهابيين وممر لعبورهم إلى سورية وفي هذا السياق جاء حديث المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي لدى ما يسمى “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي بريت ماكغورك والذي أكد فيه أن تركيا شكلت ممراً لعبور الإرهابيين الأجانب إلى سورية.
وقال ماكغورك إن “إدلب تحولت إلى أكبر معقل لتنظيم القاعدة ونعتبر موقف بعض حلفائنا الذين يغضون الطرف عن إرسال السلاح والمقاتلين الأجانب إلى المنطقة خاطئا وقد استفاد تنظيم القاعدة من ذلك وتحولت تلك المنطقة إلى معقل للتنظيم وسنبحث هذا الموضوع مع الأتراك” متجاهلاً في الوقت نفسه الدعم الممنهج والغطاء السياسي الذي وفرته واشنطن للتنظيمات الإرهابية في سورية بمختلف مسمياتها.
من جانبه أفاد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في تقرير له نشر عام 2018 بأن نظام اردوغان أقام مراكز لتسهيل عبور الإرهابيين إلى سورية فيما قامت مجلة (دير شبيغل) الألمانية في الـ 4 من نيسان 2019 بعملية بحث استقصائية عثرت خلالها على وثائق رسمية تثبت أن تركيا كانت دولة العبور المثالي بالنسبة للمنضمين إلى التنظيمات الإرهابية.
وعرض موقع دويتشه فيله الألماني فى شباط 2019 وثائق تثبت أن تركيا كانت ولا تزال بلد مرور لتنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين كما أن فروعا لـ “داعش” كانت موجودة في مدينة غازي عنتاب على الحدود السورية فيما وجدت أدلة على شكل تسجيلات هاتفية تؤكد أن بعض مقاتلي “داعش” كانت لهم اتصالات مع موظفي التحريات الجنائية التركية حيث كان بإمكان هؤلاء الأعضاء الدخول والخروج من تركيا بكل سهولة.
ويمكن الإشارة إلى الكثير من التقارير الاستخباراتية والإعلامية التي فضحت دور الدول الغربية ونظام أردوغان في هذا المخطط الذي استهدف سورية لينقلب فيما بعد على القائمين عليه مع عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم وقيامهم بعمليات أثارت الرعب والهلع بين الحكومات والمجتمعات الغربية ما يؤكد أن السحر ومهما طال زمنه لا بد وأن ينقلب على الساحر.
وليد محسن
سيرياهوم نيوز 6- سانا