آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » سعد الله آغا… المقامات الشرقية بلا قلعة!

سعد الله آغا… المقامات الشرقية بلا قلعة!

 

في واحدة من أشهر حفلات صباح فخري في باريس عام 1978 في قصر المؤتمرات، التي فتحت له أبواب أوروبا كلها، كان يجلس بين عازفي الفرقة الموسيقية طالب دكتوراه في الهندسة المدنية يعزف على آلة القانون. اختاره صباح فخري شخصياً ليكون ضمن فرقته في حفلة مماثلة، بما يجعل من السهل التوقع لهذا الشاب أن يكون علامة فارقة في مجاله.

 

وبالفعل، كان لسعد الله آغا القلعة (1950 ـــ 2025)، الحلبي المولد والنشأة، من اسمه نصيب: سرعان ما تربّع على عرش استحقه بجدارة في ميادين متعددة بين الموسيقى والهندسة والإعلام والسياسة قبل أن يفارق محبيه مساء الأحد الماضي بعد صراع طويل مع المرض. إذ وافته المنية في مكان إقامته مع عائلته في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر ناهز الخامسة والسبعين.

 

لم تتوقف بصمات القلعة عند العزف وإتقانه. هو من أوائل الموسيقيين الذين قدموا قراءةً علمية للمقامات الشرقية، من خلال الاستخدام المُبكر للتكنولوجيا في تحليل الموسيقى.

 

برامج تلفزيونية موسيقية

 

حاول تقديم هذا الجهد للجمهور في عدد من الكتب والبرامج التلفزيونية التي قدمها على التلفزيون السوري، أشهرها برنامج «عبد الوهَّاب مرآة عصره». فاجأ القلعة السوريين في بداية التسعينيات ببرنامج عن الموسيقى، وسط ديكور شرقي بسيط ومذيع يجلس بجانب جهاز كمبيوتر لم تكن ألفته الأوساط العربية بعد. وراح يشرح بشكل علمي مبسّط صوت وأداء عبد الوهاب، حتى استعان التلفزيون المصري ببث أول حلقة من البرنامج في الذكرى الثانية لوفاة «موسيقار الأجيال».

 

أسهم آغا القلعة في رفد المكتبة العربية الموسيقية بأبحاث أكاديمية وكتب متخصّصة ومحاضرات علمية. وحاول أن يترك أثراً في كل مجال عمل فيه، فكتب في مجال السياحة أيضاً، خلال توليه وزارة السياحة في سوريا (2000 – 2011).

 

القدود في قائمة اليونيسكو

 

شارك خلال الحرب السورية في العمل على ملف إدراج القدود الحلبية باسم سوريا في قوائم اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي. وحصل خلال حياته على العديد من الجوائز والتكريمات في دمشق والقاهرة وتونس، وأطلق مشروعه الهام كتاب «الأغاني الثاني» على غرار كتاب «الأغاني» للأصفهاني، كما أطلق مشروع «نحو نهضة موسيقية عربية جديدة».

 

عشاق الموسيقى والفنون يشاركون مدينة حلب وداع أحد كبارها، وظرفائها المميزين، الذي تعلم أبجدياتها الموسيقية منذ سنّ الرابعة، ولم يتركها حتى حوّلها إلى نظام معلوماتي وضعه في خدمة تحليل الموسيقى العربية. استخدم شتى وسائل الاتصال والتواصل، سابقاً عصره، في التقنيات التلفزيونية والأدوات المعلوماتية، فكان وفياً لمسيرة والده الطبيب والباحث الموسيقي فؤاد القلعة الذي أسس أول معهد موسيقي في المدينة في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي وكانت الدراسة فيه مجانية.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الإخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأغنية الساخرة… صرخة الشعوب المقهورة!

    الشيخ إمام وسليمان عزم ومصر والجزائر وفلسطين والنضال، جميعهم سيحيون الدورة الأولى من بينالي «أمار». إذ أعلنت «مؤسسة البحث والتوثيق في الموسيقى العربية» ...