عبير عقيقي
نكتب اليوم تكريماً لأميرة استحوذت على إعجاب الأمّة والعالم. إنّها صاحبة السمو الملكي الأميرة رجوة الحسين. وبمناسبة عيد ميلادها الـ 31، لا نتأمل في جمالها الهادئ فحسب، بل نتأمل في قوتها الرقيقة وأصالتها وإحساسها بالرحمة التي تميز كل خطوة تخطوها.
وُلدت الأميرة رجوة في عائلة تجسّد النبل والدفء في آنٍ واحد في المملكة العربية السعودية، وهي تحمل أرقى تقاليد نشأتها بلباقة لا تعرف الكلل.
تلقت تعليمها في مجال الهندسة المعمارية، ومع ذلك لا ينطق إبداعها فقط من خلال المساحات التي تتخيلها ولكن من خلال الطريقة الصادقة والمدروسة التي تبني بها الروابط الإنسانية. لا تتصادم في حضورها التقاليد والحداثة؛ بل تتعانقان.
من المستحيل الحديث عن الأميرة رجوة من دون التأمل بجمالها الطبيعي المتألق . فهي بابتسامتها المشرقة وعينيها المعبرتين وأناقتها الأصيلة، تجسد روح الأردن الدائمة: ملكية، مهيبة ومرتبطة بشعبها ارتباطاً عميقاً. سواء ظهرت في أزياء راقية مبهرة أو في إطلالة بسيطة وصادقة بين الأطفال والعائلات، تظهر الأميرة رجوة بتواضع يجعل كل قلب يتجه نحوها بمودة.
عززت اختيارات الأميرة رجوة للأزياء مكانتها كأيقونة ملكية عصرية. يمثل أسلوبها انعكاساً لشخصيتها، فهي تلك الأميرة الراقية والقوية بهدوء. سواء في الفساتين الانسيابية والمطرزة بدقة والتي تحترم الحرفية الأردنية والعربية أو التصاميم الأنيقة والعصرية التي تعكس روحها الشبابية، تختار الأميرة رجوة دائماً أزياءً تعبر عن هدفها. فكل التفاصيل، بدءاً من الاستخدام الدقيق للزخارف التقليدية إلى اختيار الألوان الهادئة والناعمة، كلّها تعبّر عن احتفال بهويتها وقيمها وحبها لتراثها. لا تقتصر إطلالتها بشكل عام على المظهر فقط، بل هي لغة تعبر من خلالها عن الاحترام والفخر والرؤية.
وبعيداً عما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، هناك كنوز من روحها لا يعرفها إلا القليلون. من بينها حبها العميق للخيل، وهو شغف يربطها بالتراث العربي الخالد. فالخيول النبيلة والحرة تعكس روحها الخاصة، القوية والرشيقة والثابتة التي لا تتزعزع. أولئك الذين شاهدوها حول الخيول الشجاعة يتحدثون عن الحنان والثقة التي تنضح بهما في كل مكان، وهو ما يذكّرنا بأن القيادة غالباً ما تظهر بوضوح من خلال اللطف.
وبصفتها زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، فقد تبنت الأميرة رجوة دوراً بالغ الأهمية. فهي تستعدّ لأن تصبح، يوماً ما، ملكة الأردن في المستقبل، كنجمة مرشدة للأجيال القادمة. إنّها الأم التي ستحمل وتربّي مستقبل الحكم الأردني وتهبه للعالم من بعدها.
إن التزامها بالقضايا الإنسانية وتمكين الشباب والفنون يشير بالفعل إلى الإرث العميق الذي ستخلفه. فهي تجسد في كل بادرة تقوم بها الولاء لشعبها، والاحترام العميق للتقاليد الهاشمية، والرؤية الثابتة لمستقبل مستنير يسوده التعاطف والرحمة.
واليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاد الأميرة رجوة، فإننا لا نحتفل بعيد ميلادها بإعجاب فقط، بل بامتنان صادق. فالأردن لم يجد فيها أميرة فحسب، بل وجد فيها نوراً ورمزاً للأمل والوحدة والنعمة الدائمة.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار