اعتبرت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية بثينة شعبان، أن الولايات المتحدة وشركاءها لاسيما دول حلف ناتو، يصرّون على انتهاج سياسة تدّعي اهتماهها بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأي دولة لا تنصاع لإملاءات هذه الدول ولا تنتهج نهجها ولا تتفق مع معاييرها، سيجري اعتبارها دولة مستبدة ومعتدية.
وأشارت شعبان في كلمة مسجلة لها شاركت فيها في الجلسة الثانية من مؤتمر نظمه معهد شيللر للأبحاث والدراسات في بريطانيا تحت عنوان: «العالم عند مفترق طرق، شهران في الإدارة الأميركية الجديدة»، إلى إستراتيجية الأمن القومي الأميركي للمرحلة الحالية الذي صدر مؤخراً في مطلع آذار الجاري، بتوقيع الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تركز على مفهوم التفوق الغربي، وتؤكد على التحالف الأميركي والشراكة مع أوروبا ومع حلف شمال الأطلسي، وأي شخص أو أي بلد لا يتوافق مع هذه المعايير يعتبر إما مستبداً، أو معتدياً! بما في ذلك روسيا والصين، وهي وفق هذا التوجه، أنظمة تشكل تهديداً للديمقراطية.
واعتبرت شعبان أن المشكلة هي في أن عدداً من الدول التي تشكل تحالفاً، وتعتبر نفسها ذات قيمة عليا في العالم ومرتبطة ببعضها بالمصالح، عندما يتحدثون دائماً عن القيم، فإنهم يتحدثون أيضاً عن تحقيق المصالح الأميركية وتعزيز القيم الأميركية، وبالتالي هذه الدول هي التي تمتلك القيم!، وكل من ينضم إليها يصبح جزءاً من هذا التحالف والشراكة، أما أي شخص لديه طريقة مختلفة في الحكم أو أسلوب حياة مختلف يعتبر إما مستبداً أو معتدياً.
وأشارت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، إلى أن التهديد الآخر الذي يتبادر إلى أذهان هذه المجموعة من الدول هو التكنولوجيا، والصعود الصيني، الذي يبدو أنه هاجس في هذا التوجه، فكيف يوقفون صعود الصين؟ مبينة أن المشكلة هي أنهم لا ينظرون إلى العالم كمجتمع بشري، بل ينظرون إلى التفوق الأبيض والبلدان الأخرى التي يجب أن تكون على مقاس هذا التفوق الأبيض، تحت اسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، أيا كان تسميتها.
وبيّنت شعبان إلى أنه في حالة سورية، فقد تسببت الدعوات للديمقراطية والحرية بالطريقة الغربية، لدخول مئات الآلاف من الإرهابيين إلى بلدنا، ودمرت مدارسنا والبنى التحتية لدينا، مشددة على أن الدعوات الغربية كانت السبب في تدمير بلداننا، وأضافت: «من وجهة نظري كامرأة سورية عاشت على هذه الأرض وستعيش عليها، يمكنني أن أقول لكم أن سبب هذه الحرب على سورية هو أن سورية لديها فكر وقرار سياسي مستقل، وهذا غير مرحب به على الإطلاق من قبل هذه الدوائر التي تريد أن يكون العالم كله نسخة مما يفكرون فيه، وما يريدون، حيث لا يحق لأي شخص أن يكون لديه ديمقراطية مختلفة، أو أسلوب حياة أو ثقافة مختلفة، نقدرها هنا في سورية».
ولفتت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية إلى أنه في حال كان وجود قوات الاحتلال الأميركي في شمال شرق سورية من أجل مكافحة الإرهاب، وهم يقولون بأنهم هنا لمحاربته، فلماذا لا يمكننا توحيد الجهود لمحاربة هذا الإرهاب، مؤكدة بأن الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها في سورية، توجد لحماية الإرهابيين، فلولا وجود القوات الأميركية في منطقة التنف، وهجماتها على قوات الجيش العربي السوري، لكانت سورية تمكنت من تحرير كامل أراضيها من الإرهاب، مشيرة إلى أن الهدف الآخر للوجود الأميركي هو منع أي علاقة بين العراق وسورية، لأن العلاقة بين البلدين أمر حيوي للغاية للشعب السوري وللعراقيين.
شعبان شدّدت على أن العالم اليوم يواجه أزمة تركيز الإدارة الأميركية الجديدة على التحالفات والشراكة، في مواجهة الصين وروسيا، وفي مواجهة أي دولة تتجرأ على الاختلاف معها في طريقة الحياة الديمقراطية التي تريدها، أو تلك الدول التي تسعى لامتلاك مواردها المستقلة.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)