آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » تخطيط استثماري سوري برؤى من خارج الصندوق.. تكامل ميزات “الأقاليم الجغرافية” السورية في خدمة التنمية الكليًة

تخطيط استثماري سوري برؤى من خارج الصندوق.. تكامل ميزات “الأقاليم الجغرافية” السورية في خدمة التنمية الكليًة

نهى علي:

 

ثمة خاصيّة اقتصادية استثمارية في سوريا، لا بدّ أن تؤخذ باعتبار كل من يتصدّى لمهمة تخطيط الأفق الاستثماري السوري، و فتح نوافذ جديدة للانطلاق نحو تحقيق قيم مضافة في قطاع طالما كان واهناً وذا أداء غير مرضٍ لأنه لم يفِ بكفاية ماتستحق هذه البلاد من توظيفات حقيقية على الأرض.

وهذه الخاصيّة هي تلك المتعلقة بتكامل الميزات التي تحظى بها “الأقاليم الجغرافية” في البلاد، على اعتبار أن لكل منطقة – إقليم – ميزاته النسبية و خصوصياته التي تعد بمخرجات لافتة.. وهذا يعني أنه لا يمكن القياس بمسطرة واحدة لدى التوجه نحو تطوير وتحضير البيئة الاستثمارية السورية.

 

نطاقات الخصوصية السورية

ماسبق يسميه الخبير الاقتصادي د. إيهاب اسمندر تطوير الاستثمار في سوريا حسب النطاق الجغرافي والإقليمي.

إذ يرى د. اسمندر في تصريحه لصحيفتنا “الحريّة” أنه بعد الأخذ بالاعتبار النقاط المتعلقة بتطوير البيئة الاستثمارية في البلد عموماً؛ لابد أن ننطلق من نقطة مهمة وهي أن بلدنا يتمتع ببيئات جغرافية مختلفة؛ كما تتمتع بمورد بشري متنوع التأهيل؛ وهذا يهيئ الفرصة لخلق استثمارات نوعية.

 

د. اسمندر: تتمتع سوريا ببيئات جغرافية وموارد متنوعة تتطلب إدارة دقيقة لإنتاج التكامل الفعّال

 

ويقترح الخبير اسمندر تقسيم سوريا إلى أقاليم تنموية؛ حيث تتم دراسة مسارات النمو في كل إقليم على حدة بما يتناسب مع موقعه الجغرافي ” طبيعة.. بيئته..المورد البشري المتوفر فيه ” وبعدها يتم وضع خارطة لمشروعات استثمارية رئيسية وتوفير جميع عوامل النجاح لهذه المشروعات من النواحي الإدارية والقانونية و التمويلية وتسويقها أمام المهتمين والمستثمرين في ملتقيات حكومية؛

تباعاً ستخلق المشروعات الرئيسية؛ مشروعات ثانوية مرتبطة بها؛ بحيث يوفر النوعان النجاح لبعضهما؛ وتحديد السمات الاستثمارية ومن ثم التنموية على مستوى الإقليم؛ سنجد بعدها أن سوريا بلد يتمتع بتنوع اقتصادي و استثماري يتناسب مع حجم مواردها.

الاستثمار هو السبيل لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المنشودة مستقبلا”؛حيث إن الاستثمار في الأنشطة المادية والبشرية في الاقتصاد يحدد حجم التكوين الرأسمالي الذي يحدد بدوره سرعة وطبيعة النمو الاقتصادي.

 

جدوى جاذبة

في سياق أشمل يوسّع د. اسمندر مروحة تعبيره عن رؤيته للأفق الاستثماري.. القطاع الذي يتوافق الجميع على أنه قشّة النجاة الاقتصادية للبلاد، و يوضح أن أهمية الاستثمار تكمن في العديد من النقاط، مثل مواجهة الزيادة في الطلب الكلي نتيجة الزيادة في عدد السكان، وتحسين دخل السكان وتلبية رغباتهم، ثم زيادة طاقة البلد الإنتاجية من خلال إنتاج السلع الرأسمالية وتطويرها بحيث تكون أكثر كفاءة إنتاجية بمرور الزمن.

 

توزيع سوريا تخطيطياً إلى أقاليم تنموية ودراسة مسارات النمو في كل إقليم على حدة

 

إلى جانب المحافظة على حالة التوازن بين الطلب الكلي والعرض الكلي، وضمان استمرار القدرة الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، إضافة لتعظيم الثروة وتحقيق المزيد من الأرباح وتحقيق الرفاهية الاجتماعية، وخلق فرص العمل للوافدين الجدد إلى سوق العمل وبالتالي مكافحة آفة البطالة والمشاكل الاجتماعية المرتبطة بها.

ولا ينسى الخبير اسمندر تطوير البعد الثقافي للبلاد من خلال الأنماط الجديدة التي يفرضها الاستثمار.

مع الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون الاستثمار عاماً أو خاصاً؛ محلياً أو أجنبياً؛ مادياً أو بشرياً .

 

متطلّبات

لكن ثمة متطلبات عامة لنتمكن من تحقيق حجم الاستثمار المطلوب.. وهذه وفق رؤية د.اسمندر تعني ضرورة توفر فائض الدخل النقدي لدى الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين، ثم توفر البيئة الاستثمارية المناسبة للاستثمار، و توفر درجة مؤاتية من الوعي الاستثماري يكون كافياً لكي يتولد لدى المدخرين حس استثماري يجعلهم يقدرون المزايا المترتبة على توظيف مدخراتهم في شراء أصول منتجة وليس تجميدها.

 

تلبية متطلبات البيئة الاستثمارية قبل الشروع بمحاولات إطلاق توظيفات رأسمالية حقيقية

 

هذا إضافة إلى توفر المناخ العام المناسب للاستثمار، ووجود سوق مالي كفوءة و فعّالة توفر المكان والزمان المناسبين للجمع بين رغبة المدخرين في استثمار أموالهم، ورغبة المقترضين في الحصول على هذه الأموال.

 

اشتراطات

ويلفت الخبير اسمندر إلى أنه لا يمكن أن نتوقع نجاح الاستثمار في سوريا؛ إذا لم تتوفر البيئة الاستثمارية المناسبة (الاستقرار الأمني، الاستقرار الاقتصادي، معدلات أسعار الفائدة، مستوى الدخل القومي، معدلات التضخم النقدي، مستوى الأتمتة، الانفتاح الاقتصادي).

 

أخبار سوريا الوطن١-الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس غرفة تجارة دمشق يبحث مع وفد إماراتي تعزيز التعاون التجاري

بحث رئيس غرفة تجارة دمشق عصام الغريواتي مع نائب وزير شؤون ‏مجلس الوزراء للتبادل المعرفي والتنافسية في الإمارات العربية المتحدة عبد ‏الله لوتاه، سبل تعزيز التعاون ...