سناء يعقوب
بادرت الكثير من المحال التجارية في الأيام الأخيرة ومع تفاوت سعر الصرف إلى الإقفال أو الامتناع عن البيع بحجة أنّ لا بضائع لديها, علماً أنّ المواد والسلع مكدسة في مستودعاتها, والحقيقة أن البضائع ترتفع قيمتها وتتضاعف من دون بيعها حسبما أكد بعض الباعة, أما من استمر بالبيع فقد رفع أسعار المواد تلقائياً لدرجة أن المواطن لم يعد يعلم ما هي التسعيرة الحقيقية في ظل ارتفاعها كل ساعة!!.
لا شكّ في أنّ أزمات المواطن باتت لا تعد ولا تحصى, بسبب الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الأمريكي الظالم ويحار المرء عما يتحدث وأين ينتهي, ومنها أزمة المواصلات التي باتت الشغل الشاغل للناس لارتفاع أسعار البنزين من جهة, ومن جهة ثانية صعوبة تأمين المادة, ولكن ما يثير الانتباه مؤخراً قيام بعض أصحاب السيارات الخاصة بمساعدة من يقفون في الطرقات لوقت طويل بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى بيوتهم أو عملهم, وتلك مبادرة بدأت بالانتشار تحمل في طياتها مد يد العون لمن يحتاج «توصيلة», للتخفيف من معاناة الناس.
ظاهرة نجدة من يحتاج المساعدة ليست بغريبة عن مجتمعنا, وبعيداً عن بعض الأطراف التي تستغل تقديم المساعدات للمحتاجين والاستثمار بها, نرى في المقابل من يجود بكرمه لمساعدة الفقراء سواء بالمساعدات العينية أو المادية, والكثير من هذه المبادرات فردية لا يسعى أصحابها لحب الظهور والاستعراض.
سمعنا بالكثير من قصص الخير والسخاء كتوزيع الخبز مجاناً لبعض العائلات, وكذلك تقديم مواد غذائية وغيرها, من دون أي ضجة إعلانية, وتلك مبادرات نأمل تعميمها من قبل أهل الخير لمساندة الفقراء الذين صاروا ضحية تجار برعوا في استغلال الأزمات, وضحية حصار اقتصادي جائرة يمارسه ويطبقه أعداء الوطن.
لنراهن اليوم على أناس يمتلكون الإمكانات المادية, ويمتلكون حب الوطن والشعب في مساعدة كل محتاج, فالمرحلة صعبة وتحتاج تكاتف الجميع, وقد تكون البداية بحبة دواء أو ربطة خبز, أو حتى سلة غذاء متواضعة لرسم الابتسامة على شفاه أتعبتها الحياة والحرمان والحاجة.
(سيرياهوم نيوز-تشرين ٢٢-٣-٢٠٢١)