آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » إسرائيل قطعت ذراعيها.. سارة البرش طفلة غزية ترسم الحياة بقدميها

إسرائيل قطعت ذراعيها.. سارة البرش طفلة غزية ترسم الحياة بقدميها

على غير العادة، تمسك الطفلة الفلسطينية سارة مصعب البرش (10 أعوام)، قلمًا بأصابع قدمها وهي تجلس على أريكة متواضعة في منزل أحد أقاربها بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وترسم سارة بقدمها اليمنى، حلمًا أصبح يراودها على الدوام، ذراعين من نور بدلا من ذراعيها اللاتي بترتا بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة للشهر 19 على التوالي.

وتروي الطفلة المكلومة، بصوت خافت لمراسل الأناضول: “نزحنا من منزلنا في جباليا لحي الشيخ رضوان في غزة، ورافقت والديّ إلى منزلنا، وكنت أقود دراجة هوائية إلى جانبه أثناء سيره مشيًا على الأقدام، وفجأة قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلا كنا نمر بجانبه”.

وتصف سارة لحظة الحدث بدقة مؤلمة: “استشهد والديّ على الفور، وأصبت في يدايّ الاثنتان من الكوع، لكن الأطباء اضطروا لبتر ذراعاي من فوق الكوع بعد تدهور حالتي”.

ويشهد قطاع غزة ارتفاعا حادا في أعداد المصابين بحالات البتر، نتيجة الإبادة الإسرائيلية المدمّرة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ظل نقص شديد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المتواصل للمعابر ومنع إدخال المستلزمات الأساسية.

وسُجلت 4700 حالة بتر، ضمن قوائم برنامج “صحتي”، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.

التعايش مع الإعاقة

ورغم كل الألم وحالة الفقد، إلا أنها تصر على تحدي الإعاقة وتمسك دفترها بقدمها، وتفتح الغلاف، ثم تمسك القلم بين أصابع قدمها، وتخطّ اسمها: “سارة مصعب البرش”. ثم تطويه بهدوء وتضعه في حقيبة الظهر، وتغلق السحاب بمهارة مذهلة بقدمها الأخرى، قبل رفعها وارتدائها على ظهرها.

“تعودت على التعايش مع الإعاقة، لكن أحلم بتركيب أطراف صناعية وعيش حياة طبيعية، كباقي أطفال العالم”، بهذه الكلمات تواسي سارة نفسها، بينما تواصل تدريبها اليومي على استخدام قدميها بدلًا من ذراعيها.

وتغسل الطفلة وجهها بما تبقى من ذراعيها، وتشرب الماء، وتلعب على هاتفٍ محمول تمسكه بقدمها، ترسم، وتكتب، وتحاول قدر الإمكان أن تكون طفلة عادية كباقي الأطفال، لكن لا شيء هنا عادي.

وتقول بحسرة: “كان عندي بيانو، كنت أتعلم العزف عليه، بس لما نزحنا، ضل البيانو في البيت، نفسي أرجع وأعزف من جديد، وأكل تفاح، لكن الآن لا يوجد تفاح، ولا أكل، ولا فواكه، لأن المعابر مغلقة”.

وتواصل إسرائيل منذ نحو شهرين منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ أوقفت في 2 مارس/ آذار الماضي، عبور المساعدات من معابر “كرم أبو سالم”، و”إيريز”، و”زيكيم”، ما أدى إلى توقف دخول المواد الإغاثية والوقود بشكل كامل.

وفاقم هذا القرار الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون، الذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الخارجية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، فيما أعلنت الحكومة في غزة دخول القطاع “المراحل الأولى للمجاعة”.

وتحلم الطفلة الفلسطينية سارة البرش، بالسفر للخارج لتركيب أطراف صناعية، وزيارة خالها في تركيا، والقيام بجولة حول العالم، والعيش بسلام كأطفال العالم.

وفي 18 مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى “حماس”، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتائب “القسام” تعلن قتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين في تفجير حقل ألغام شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة

أعلنت كتائب “عز الدين القسام” الجناح المسلح لحركة حماس، الأربعاء، قتل وإصابة عسكريين إسرائيليين في تفجير حقل ألغام مُعد مسبقا، أعقبه قصف المكان بقذائف الهاون ...