تهامة السعيدي – نوال جليس
تتسع دائرة الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة في دول العالم ضد إجراءات الإغلاق التي اتخذتها الكثير من الحكومات بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة مع تخوفها من موجة ثالثة من الوباء وهو ما دفعها إلى تشديد الإجراءات والإغلاقات مع استخدام القوة ضد المنددين بها.
المتظاهرون في دول العالم يعارضون تلك الإغلاقات نظراً لإثارها الاقتصادية والحياتية المدمرة عليهم ويشككون في جدواها وهو ما دفعهم إلى الخروج للشوارع في الكثير من المدن بالعالم احتجاجاً على تلك القيود وتنديداً بالعنف المفرط من قبل قوات الشرطة معتبرين من جانب آخر أن اللقاحات التي بدأت حكومات الكثير من الدول تطعيم سكانها بها مضرة وتؤدي إلى الوفاة.
ففي بريطانيا شهدت مدينة بريستول أمس مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص تنديداً بمشروع قانون حكومي في البرلمان يمنح الشرطة سلطات جديدة لفرض قيود على الاحتجاجات في الشوارع وخاصة مع مخالفي الإجراءات الاحترازية والقيود التي تفرضها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.
وجرت خلال تلك المظاهرات مواجهات مع الشرطة البريطانية التي استخدمت العنف المفرط ضد المحتجين فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت محتجين يحطمون نوافذ مركز الشرطة الرئيسي في بريستول ويطلقون المفرقعات النارية رداً على استخدام العنف ضدهم.
وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت 36 شخصاً أثناء تفريقها لمظاهرة شارك فيها الآلاف في العاصمة لندن للمطالبة بتخفيف قيود كورونا وأصيب عدد من المحتجين خلال قمع الشرطة لهم ومحاولتها تفريقهم فيما شهدت مدينة مانشستر مظاهرات مماثلة تجمع فيها مئات الأشخاص خارج المتحف الوطني لكرة القدم قبل توجههم إلى قيادة الشرطة رافعين لافتات اعتبروا فيها أن إجراءات الإغلاق “جريمة كبرى بحق الشعب البريطاني”.
وتأتي تلك المظاهرات بعد أن دعا أكثر من 700 باحث قانوني رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى رفع (القيود الصارمة) التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الموجة الثالثة من تفشي جائحة كورونا في حين وقع أكثر من 60 نائباً على رسالة موجهة إلى وزير الداخلية بريتي باتيل نظمتها مجموعة الحملات (ليبرتي وبيغ براذر ووتش) يحذرون فيها من السماح للشرطة بتجريم الاحتجاج مبينين أن عمليات التوقيف بحق المحتجين “غير مقبولة وغير قانونية”.
وفي فرنسا فرقت الشرطة أمس بالقوة آلاف المتظاهرين قرب ميناء مرسيليا جنوب البلاد الذين خرجوا خلال الكرنفال السنوي (لا بلان) احتجاجاً على الإجراءات الاحترازية والقيود التي تفرضها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا في البلاد.
وتنكر نحو 6500 شخص بأزياء متنوعة معظمهم من الشباب ودون كمامات في مرسيليا متحدين القيود الصحية المفروضة لمكافحة وباء كورونا خلال الاحتفال بالكرنفال الذي اعتبروه “متنفسا لهم” في حين عدته الشرطة “غير مسؤول على الإطلاق لأنه لا يحترم التدابير الصحية” وهددت بتغريم المخالفين.
وكانت فرنسا أعادت قبل 3 أيام فرض إجراءات الإغلاق جزئياً بسبب الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة وسيخضع نحو 21 مليون فرنسي في 16 منطقة بما في ذلك العاصمة باريس لقيود الإغلاق مع تزايد المخاوف في البلاد من موجة ثالثة.
وفي ألمانيا وقعت اشتباكات بين عناصر الشرطة وآلاف المحتجين في مدينة كاسل وسط البلاد بعد محاولتهم تخطي الحواجز الأمنية المفروضة.
ووقعت الصدامات عندما حاول محتجون كانوا في ساحة بوسط المدينة كسر طوق أمني للانضمام إلى متظاهرين آخرين واستخدمت الشرطة القوة بواسطة الهراوات وخراطيم المياه لقمعهم وتفريقهم.
وفي العاصمة الألمانية برلين حشدت السلطات نحو 1800 ضابط شرطة لتفريق أي احتجاجات محتملة فيما شهدت عدة مدن ألمانية أخرى مثل هذه المظاهرات في نهاية الأسبوع الماضي حيث يأتي ذلك على خلفية حملة تطعيم بطيئة بحسب خبراء لتفادي موجة ثالثة من حالات كورونا على الرغم من القيود المفروضة منذ أشهر لوقف تفشي الوباء.
ورداً على تلك المظاهرات تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاجتماع اليوم مع مسؤولي المقاطعات الألمانية الـ 16 لاتخاذ قرار بشأن تدابير جديدة محتملة.
وفي سويسرا تظاهر نحو 8 آلاف شخص في مدينة ليستل ومدن أخرى للمطالبة بإنهاء تدابير مكافحة فيروس كورونا حيث رفع المحتجون الذين لم يضع كثير منهم كمامات لافتات كتب عليها (كفى) و(اللقاح يقتل) و(دعوا الحب لا الخوف يرشدنا).
وفي العاصمة النمساوية فيينا تظاهر نحو ألف شخص في شوارع المدينة وعمدت الشرطة إلى تفريقهم بالقوة فيما شهدت العاصمة البلغارية صوفيا مظاهرة مناهضة للقيود والإجراءات ضمت نحو 500 شخص.
وفي هولندا فرقت الشرطة الهولندية امس مئات الاشخاص تجمعوا في أمستردام في ميدان المتاحف للاحتجاج على استمرار القيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا بواسطة خراطيم المياه.
وفي فنلندا أعلنت الشرطة أن نحو 400 شخص تظاهروا في العاصمة هلسنكي للاحتجاج على القيود التي فرضتها الحكومة لمواجهة كورونا كما تم تنظيم مظاهرات أصغر في مدن فنلندية أخرى.
وهتف المتظاهرون في هلسنكي بشعارات مثل “دعوا الناس يتكلمون” وحملوا لافتات كتب عليها عبارات مثل “الحقائق والأرقام لا تضيف” فيما تظاهر أكثر من ألف شخص في رومانيا ضد التطعيم بشوارع العاصمة بوخارست مرددين شعارات مثل “منع التطعيم” و”الحرية”.
وكانت 20 دولة في الاتحاد الأوروبي أعلنت مؤخرا ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا فيما أوضحت 15 دولة أخرى أن حالات الدخول إلى المستشفى أو العناية المركزة زادت بحسب ما كشفه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها في وقت تعاني فيه دول الاتحاد الأوروبي من عوائق في طرح لقاح فيروس كورونا لأسباب منها تأخير التسليم في بعض الدول وتعليق بعضها استخدام لقاح أكسفورد- أسترازينيكا بسبب مخاوف من الآثار الجانبية المحتملة.
وفي كندا تحدى آلاف المتظاهرين من جميع أنحاء مقاطعة ألبرتا غرب البلاد قيود كورونا وتجمعوا في حديقة برينسز آيلاند في مدينة كالغاري للاحتجاج على قيود كورونا وذلك في إطار الاحتجاجات العالمية المناهضة للإغلاق.
كما شارك أكثر من ألف شخص من سكان مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الكندية في الاحتجاجات ضد القيود وتم اعتقال أربعة أشخاص.
وفي استراليا شهدت عدة مدن بينها ملبورن وسيدني وبريسبان وبيرث احتجاجات خلال الأيام الماضية ضد إجراءات الإغلاق ورفع المحتجون شعارات مثل “إنه جسدي” و”إنه خياري” لكن الشرطة قابلت تلك الاحتجاجات بالقوة واعتقلت العديد من الأشخاص في ملبورن.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد أودى حتى الآن بحياة أكثر من مليونين و727 ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في كانون الأول عام 2019 بينما بلغ إجمالي الإصابات به 123839003 وفقاً لآخر إحصائيات موقع وورلد ميترز الأمريكي.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا