آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » عراقجي في دلهي بعد إسلام آباد: طهران تفعّل وساطتها

عراقجي في دلهي بعد إسلام آباد: طهران تفعّل وساطتها

 

محمد خواجوئي

لم يؤد انشغال إيران بمحادثاتها مع الأميركيين، عن ثنيها عن الاهتمام بالتصعيد الحاصل في جوارها، بين باكستان والهند. وفي سياق الجهود المبذولة لخفض التصعيد بين البلدين، زار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الإثنين، العاصمة الباكستانية إسلام آباد، على أن يصل، اليوم، إلى العاصمة الهندية نيودلهي، حيث سيلتقي نظيره برامانيام جايشانكار، والرئيسة الهندية دروبادي مورمو.

 

وتصاعد التوتّر بين الهند وباكستان بعدما أقدم مسلّحون على قتل 26 سائحاً، في الـ22 من نيسان الماضي، في منطقة بهلغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير. وسارعت السلطات الهندية إلى اتهام باكستان بالضلوع في “الهجوم الإرهابي”، بيد أن إسلام آباد رفضت الاتهام “بقوّة”، معتبرةً أن الهند تسعى إلى “إثارة الحرب”؛ علماً أن إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبية مسلمة، شكّل، على مدى سنين، السبب الرئيس للخلافات بين الجانبين.

 

ولإيران حدود مشتركة مع باكستان تمتدّ على 900 كيلومتر، وهي تقيم في الوقت ذاته علاقات وثيقة مع إسلام آباد ونيودلهي. وتلك المسألة، فضلاً عن القرب الجغرافي من ساحة التصعيد، شكلا دافعاً لطهران للمساهمة في خفض التصعيد بين البلدين. فخلال زيارته إلى إسلام آباد، التقى عراقجي كلّاً من رئيس الوزراء شهباز شريف، ووزير الخارجية محمد إسحاق دار، قائلاً: “(إنّنا) نسعى إلى خفض التصعيد، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس”.

 

وندّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بدوره، في مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بهجوم بهلغام الإرهابي وعبر عن مواساته، كما ناقش مع رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، التوتّرات بين نيودلهي وإسلام آباد، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة في خفض التصعيد وتبديد سوء الفهم بين الطرفين.

 

“نجاح الوساطة، يتوقّف على قدرات طهران في حفظ الحياد”

 

وعن زيارة عراقجي إلى باكستان والهند، كتبت صحيفة “إيران” الحكومية إنه “في ذروة التصعيد بين الهند وباكستان، دخلت إيران الساحة الدبلوماسية لاحتواء الأزمة؛ خطوة غير مسبوقة وذات مغزى، يمكن لها أن تشكّل بداية من جانب طهران لبناء توازن سياسي الجديد في جنوب آسيا”. ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي والمختصّ في شؤون شبه القارة الهندية، نوذر شفيعي، قوله حول علاقة التوترات الأخيرة بالمصالح الإيرانية والدافع الإيراني للمشاركة في خفض التصعيد: “إن الأزمة بين الهند وباكستان تلقي بظلالها على المصالح القومية الإيرانية أيضاً.

 

وفي الوقت الحالي، يتصوّر الباكستانيون أن الهنود قاموا من خلال تحريض البلوش الباكستانيين بالإخلال في مشروع ميناء غوادر الباكستاني. ولعلّ إسلام آباد وكردّ فعل على ذلك، نفّذت هذا الهجوم الإرهابي في كشمير والذي أودى بحياة 26 سائحاً. وفي حال صحّت، فإن الصراعات بالوكالة بين الهند وباكستان، قد تلقي بظلالها على إيران، وحتى الأنشطة الإيرانية في ميناء جابهار الذي يستثمر الهنود فيه”.

 

وثمّة مَن يقول إن إيران تواجه صعوبات على طريق الوساطة بين إسلام آباد ونيودلهي. وفي هذا الخصوص، قالت صحيفة “شرق”، في مقال لمالك مصدق، إن “هناك تحديات عديدة تعترض طريق الجهود الإيرانية لبناء جسور التواصل بين باكستان والهند. فدلهي لم تُبدِ إلى الآن رغبة في قبول وساطة طرف ثالث، لاسيما في شأن موضوع كشمير، بل صعّدت من إجراءاتها العقابية ضدّ باكستان. ومن ناحية أخرى، فإن باكستان التي رحّبت باقتراحات الوساطة، دعت إلى فتح تحقيق دولي حول هجوم بهلغام، الأمر الذي لقي معارضة من الهند.

 

وفضلا عن ذلك، فإن التنافس الجيوسياسي وتدخل القوى الدولية بما فيه دعم الولايات المتحدة للهند، وتقارب الصين مع باكستان، يمكن أن يزيدا من تعقيدات الجهود الدبلوماسية الإقليمية”. وتابعت: “نجاح الوساطة، يتوقّف على قدرات طهران في حفظ الحياد، وكسب ثقة الطرفين والتعاون مع باقي اللاعبين الإقليميينـ بمن فيهم ماليزيا وروسيا. لذا، يجب الإقرار بأنّنا نشهد لغزاً متعدّد الأضلاع للسلام في شبه القارة الهندية”.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين: العلاقات مع الصين «مفيدة للطرفين» وليست موجهة ضد أي دولة

  أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات بين موسكو وبكين «مفيدة للطرفين» وليست موجهة ضد أي طرف، وذلك خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ، ...