سمير حماد
ليس المطلوب أن ننصهر ببعضنا البعض ونفقد حريتنا الشخصية, بل من الواجب تثقيف ذواتنا من خلال الآخر, والتخلي عن فكرة امتلاكنا للحقيقة الكاملة,وادّعاء أننا المخلصون والمخلّصون للمجتمع, ونحن عن هذا بعيدون كل البعد, وما نسميه حواراً ليس إلاّ ثرثرة, وغضباً , ورفضاً مقيتاً للآخر..
نطالب بالحرية, وفي الوقت نفسه نرفض حرية الآخر على المستوى الفكري والاجتماعي والديني والسياسي, ومتى اختلف عنا ندينه ونخوّنه….تلك لعمري آفة وفتنة ومحنة المحن.
التطرف الديني والتطرف السياسي, وجهان لعملة واحدة, يتشكلان ضمن نفس الهيكلية ولكن مع اختلاف الأهداف والمضمون, ولا شك أنهما يستخدمان ضمن اللعبة السياسية ليساهما في تدمير ما تبقى من فكر راق في مجتمعنا, ولقمع الحرية الفكرية.. ومن يستخدمهما, يعي تماماً مدى تأثيرهماالخطير والفعال في شعوب لاتفقه بعد معنى الحرية بشكل واضح, ولا تؤمن بعد بحرية المعتقد, وإن ادّعت ذلك, ولا تحترم الفكر الحر الذي يخالفها, ولا ننسى الإعلام السياسي الموجّه, الذي تنفق عليه المليارات من المال السياسي ليساهم في هذه الحرب الفكرية البغيضة.
إن دور الإعلام أرقى من التحريض والانحياز إلى فئات معينة, كما أن دوره يكمن في إيصال الحقيقة وليس إيصال نصفها. فمن أوصل نصف الحقيقة كان كاذباً بامتياز, والسياسة العالمية تدرس منهجية تفكير الشعوب, وعلى ذلك تبث سمومها, ونحن نبتلعها متهللين على أنه شراب فاخر ومستورد….
(موقع اخبار سوريا الوطن-١)