آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » قراءة في كتاب “التجديد والتحريم والتأويل” لنصر حامد ابو زيد

قراءة في كتاب “التجديد والتحريم والتأويل” لنصر حامد ابو زيد

قراءة وتعليق: يوسف عبد الله محمود

د. نصر حامد ابو زيد كاتب ومفكر مصري راحل متخصص في الدراسات الاسلامية واللسانية، كاتب غير تقليدي، في كتاباته جرأة غير متهورة هدفها بلورة فهم عصري جديد للإسلام. ينأى عن التزمت ويقارب حداثة العصر دون مسّ بالجوهر الايماني.

يقرأ نصر حامد أبو زيد مفهوم “التجديد والتحريم والتأويل” قراءة اخرى لم نألفها في قراءات الكثيرين من معاصريه.

يعتبر هذا الباحث التجديد “سيرورة اجتماعية وسياسية وثقافية بدونه تتجمد الحياة وتفقد رونقها”. (نصر حامد أبو زيد، “التجديد والتحريم والتأويل” ص 15، الناشر: المركز الثقافي العربي، المغرب 2014م)

انتقد أبو زيد المُسلَّمات والاساطير التي هيمنت على الخطابات الإسلامية. حاول جاهداً تنزيه “الخطاب القرآني” عن القراءات الخاطئة والمتزمتة داعياً الى وضعه في السياق التاريخي للفعالية الاجتماعية والبشرية التي يتوجه اليها.

اراد هذا الأكاديمي والمفكر الذي تم تكفيره في وطنه مصر أن “يؤنسن” الخطاب الديني ويحرره من اي تفسير تعسفي طارد لِ “العقل” او تأويل يبرر الفساد والاستبداد. لم يتنكر للماضي بالمطلق “فالانقطاع عنه كالاقامة فيه”. لكنه اراد ان ينفض عن تراث الماضي ما تراكم عليه من أوهام وأساطير، وأن يصل المضيء والمتوهج منه بحداثة العصر. من هنا شُنت عليه حملة ظالمة من فقهاء ومثقفي السُّلطة وصلت الى حد “التفكير”!

وبسعة صدر قابل نصر حامد أبو زيد هذه الحملة. لم يهادن اصحاب التفسير السلفي المحافظ المقاومين للتجديد. فَند مزاعمهم التي تعتبر المطالبة بالفصل بين “الدين” و”السلطة” و”كأنها دعوة لإقصاء الدين عن الحياة”. (المرجع السابق ص 39)

حاول ان يدخل معهم في مناقشات فكرية حرة تتناول تاريخ الفكر الديني تناولاً نقدياً، لكنه اخفق، فالتزمت اعمى!

في كتابه تحدث أبو زيد عما اسماه “ازمة النقد في بنية الثقافة المعاصرة) مستهجناً اعتبار “النقد” حين يطال “الظاهرة الدينية” في اي تجلياتها او تعبيراتها التاريخية جريمة كبرى في الثقافة الاسلامية الحديثة والمعاصر”. (المرجع السابق ص 57)

حاكم ابو زيد “الظاهرة الدينية” محاكمة مستنيرة. حاكمها في ضوء “الثقافة الفلسفية العقلانية” التي تدعو الى “الخروج من أسر الثقافة السحرية البدائية”. (المرجع السابق ص 60)

هذه الثقافة السحرية التي تحاول “تحنيط” النص بهدف تقديسه، هي المسؤولة عن شيوع ظاهرة التزمت في عالمنا الاسلامي والدفع بما يسمى بِ “الاصولية” الى الواجهة، ابقاءً منها على حالة الركود والتخلف التي نعاني منها. انها “اصولية” تسعى “الى احتكار اليقين الديني والنطق الحصري بلسان السماء”. (المرجع السابق ص 11)

هذه الثقافة تكرر وتردد ما قاله وتركه الاقدمون من تراث دون غربلة او تمحيص حتى وإن ورد فيه ما لا يتفق ومنطق العقل.

في كتابه ينحي هذا المفكر باللائمة على “ذهنية التحريم” التي تحاصر ايضًا حرية الفنان والمبدع.

يطرح سؤاله المشروع وهو “لماذا يسبب الفن فزعاً لخطاب التحريم، فيحاول محاصرته ومصادرته؟” (المرجع السابق ص 86)

الفن حرية، وحين تُبتلى المجتمعات بالفزع من الحرية يكون الفن ضحية هذا الفزع. “ميزة الابداع الاختراق، اختراق الراكد والمألوف والتقليدي، اختراق كل قيد”. (المرجع السابق ص 85)

“ذهنية التحريم” هي التي صادرت ابداع مبدعين كبار أرادوا فتح كُوّة نور وسط ظلام دامس تعيشه مجتمعاتنا العربية والاسلامية.

وبعد، فإن رؤية نصر حامد ابو زيد المثيرة للجدل تؤكد على ان الخطاب الالهي ثابت في منطوقه، متحرك في دلالاته.

[email protected]

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كارداشيان تُدلي الثلاثاء بإفادتها أمام محكمة باريس في قضية سرقة مجوهراتها

تَمثُل نجمة تلفزيون الواقع وشبكات التواصل الاجتماعي كيم كارداشيان الثلاثاء أمام محكمة الجنايات في باريس للإدلاء بإفادتها في قضية سرقة تعرضت لها في فندق كانت ...