أطلق جنود إسرائيليون طلقات تحذيرية تجاه ديبلوماسيين عرب وأجانب خلال زيارتهم الضفة الغربية اليوم الأربعاء، حسبما أعلن الجيش، وهو ما استدعى إدانات واسعة مع تصاعد الضغوط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى غزة التي دمرتها الحرب.
وحثت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إسرائيل على محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار الذي جرى بالقرب من مدينة جنين ومخيمها، وهي منطقة ينشط فيها مقاتلون فلسطينيون وينفذ فيها الجيش عمليات مداهمة وهجمات متكررة.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “الوفد انحرف عن المسار المُعتمد”، مما دفع قواته إلى إطلاق “طلقات تحذيرية” لإبعادهم عن “منطقة غير مُصرّح لهم بالتواجد فيها”. وأعرب الجيش في بيان عن “أسفه للإزعاج الذي سببه” إطلاق النار الذي لم يُسفر عن إصابات.
وجاءت هذه الحادثة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة، حيث ينتظر الفلسطينيون الذين انهكهم الجوع والعطش تسلم الإمدادات الحيوية بعد سماح إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات التي حرمتهم منها أكثر من شهرين.
ومع تكثيف الجيش هجماته وغاراته المدمرة، سجل الدفاع المدني مقتل 19 شخصا على الأقل بينهم رضيع عمره أسبوع جراء الغارات الإسرائيلية منذ فجر الأربعاء في قطاع غزة.
بالفيديو- إسرائيل تطلق النار على دبلوماسيين أوروبيين في جنين pic.twitter.com/l6kZSprF4s
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) May 21, 2025
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه “في وقت سابق اليوم، تم تنفيذ دخول منسّق لبعثة دبلوماسية إلى جنين. خلال التنسيق، تم تزويد أعضاء البعثة بمسار معتمد كان عليهم الالتزام به نظرًا لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.
وتابع: “وفقًا لتحقيق أولي أُجري، فإن البعثة انحرفت عن المسار المحدد ووصلت إلى منطقة يُحظر عليها التواجد فيها. القوة الإسرائيلية التي كانت تعمل في الموقع أطلقت نيران تحذيرية. لم تقع أضرار أو إصابات”.
وأضاف: “في ختام الحادث، وبعد أن تبيّن أن الحديث يدور عن بعثة دبلوماسية، قام قائد فرقة يهودا والسامرة، العميد يكي دولف، بإجراء تحقيق فوري في الحادث. بالإضافة إلى ذلك، أمر قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتحدث فورًا مع ممثلي الدول، وسيدير قريبًا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين ويطلعهم على نتائج التحقيق الأولي في القضية”.
إدانات واسعة
نددت الامم المتحدة بالحادثة، مطالبة السلطات الاسرائيلية باجراء “تحقيق دقيق”.
وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الاممية ستيفان دوجاريك إن “هؤلاء الديبلوماسيين، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول”.
كما سارعت عدة دول أوروبية بالإضافة إلى مصر والأردن وتركيا إلى إدانة إطلاق النار تجاه الديبلوماسيين في الضفة الغربية، وطالبت بلجيكا إسرائيل بتوضيحات مقنعة، فيما اعتبرت إيطاليا تهديد الديبلوماسيين أمرا “غير مقبول”. وأعلنت كل من إيطاليا وفرنسا والبرتغال استدعاء سفراء إسرائيل بعد الحادثة، بينما استدعت إسبانيا القائم بالأعمال الإسرائيلي.
وأكدت مصر “رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابساتها”.
وشارك في الزيارة وفق وكالة وفا الفلسطينية للانباء، ديبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وكندا وإسبانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والمغرب والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وليتوانيا وبولندا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا والهند وتشيلي.
وقال أحمد الديك، المستشار السياسي للوزارة والذي كان يقود الوفد “أطلقوا النار علينا بجنون”. وأضاف: “ندين هذا الفعل المجنون من قبل الجيش الإسرائيلي الذي أعطى انطباعا حيا للوفد الديبلوماسي عن الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونتمنى على أعضاء الوفد الديبلوماسي أن ينقلوا هذه الصورة وأن يتم التعبير عنها بمواقف واضحة”.
وأكد ديبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، إنه سمع “إطلاق نار متكررا” من داخل مخيم جنين الذي هجَّر الجيش سكانه.
وأضاف: “كنا نقوم بزيارة مع محافظ جنين إلى حدود المخيم لمعاينة الدمار” في المنطقة التي تشهد منذ أشهر عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة.

إيطاليا
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتّجاه ديبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات “غير مقبولة”.
وكتب في منشور على إكس: “نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الديبلوماسيين غير مقبولة”.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه سيتم استدعاء سفير إسرائيل لدى روما إلى وزارة الخارجية للحصول على توضيح بشأن الواقعة.
إسبانيا
أعلن وزير الخارجية الإسباني أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أيّ سفير راهنا في إسبانيا.
وكتب خوسيه مانويل ألباريس على إكس: “بعد اطلاق النار غير المقبول للجيش الإسرائيلي خلال زيارة لديبلوماسيين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، سنستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ونطالب بتوضيحات ومساءلة”.
وجاء في بيان مقتضب إن “الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الديبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة”.
فرنسا
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي، ووصف في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، الواقعة بأنها “غير مقبولة”، وقال إنه سيُطلب من السفير تقديم تفسير.
البرتغال
وأعلن وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده استدعت السفير الإسرائيلي، وقالت الوزارة في بيان: “في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، استُدعي السفير الإسرائيلي في البرتغال”، مضيفة أنها “تدين بشدة” إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الديبلوماسيين الأجانب.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية