آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » 180 يومًا… قد تغيّر وجه سوريا

180 يومًا… قد تغيّر وجه سوريا

 

عاصم احمد

إنها فرصتنا الثمينة للنهوض والتعافي

في لحظة تاريخيّة نادرة ، توقفت عقارب الحصار لمدة 180 يومًا، قررت فيها الولايات المتحدة وأوروبا تعليق العقوبات الجائرة على سوريا.

لا تبدو هذه المدة طويلة ، لكنها بالنسبة لشعب أنهكته الحرب والعزلة، هي “نافذة أمل”، وفسحة تنفس بعد سنوات من القهر والاختناق الاقتصادي.
هل تعرفون 180 يومًا ماذا يمكن أن تعني ؟
إنها تعني :
وصول دواء لمريض مزمن طال انتظاره
جرعة وقود تعيد الحياة لمشفى أو فرن أو معمل صغير
دعم أمّ فقيرة كانت تنتظر معونة عاجلة
عودة مُزارع إلى أرضه، وصناعي إلى مصنعه ، ومُهجّر إلى بيته
استثمار بسيط يفتح أبواب الرزق لعشرات العائلات
وسأدلل على كلامي بقصة أمل :
إنها أم محمد، أم لثلاثة أطفال في حلب، تلقت أخيرًا دواء لطفلها المريض بعد سنوات من النقص. هذه الـ180 يومًا قد تكون بداية حياة جديدة لعائلتها ولآلاف غيرها.
الفرصة أمامنا، فهل نلتقطها؟
تستطيع سوريا في هذه الفترة القصيرة أن تبدأ من أهم ما تملكه، إنه إنسانها الخلاق والذكي .
إن بدأنا بإعادة تشغيل مشافينا، وتأهيل حقولنا، وترميم مدارسنا، وتوفير الكهرباء لمعاملنا الصغيرة، يمكننا زرع بذور التعافي في تربة أنهكتها المعاناة.
لذلك من الضروري ان يكون التركيز على:
الزراعة: لنأكل مما نزرع، ونقلل استيراد الغذاء.
الدواء: لنعيد تشغيل مصانع الأدوية، ونستورد المواد الأولية اللازمة.
البنية التحتية: لنصلح الكهرباء والماء، لتعود الحياة إلى بيوتنا ومزارعنا ومشافيّنا.
التجارة: لنفتح أبواب السوق للداخل والخارج، ونُدخل العملة الصعبة بطريقة شريفة ومنتجة.
الاستثمار: لنستقبل من يثق بنا ويؤمن بأن السوريين يستحقون بداية جديدة.
إخوتي السوريين :
اقسم لكم بالله يأن هذه الأيام هي ليست هدية… بل فرصة ذهبية علينا أن نكافح من أجل أن نكمل بعدها الطريق.
فالعالم برمته يراقبنا هل سنسطيع أن نستغل هذه الفرصة
وهل سيقف السوريون معًا ليعيدوا بناء بلدهم لَبِنة لَبِنة وحجراً بحجر ؟
الكرة في ملعبنا. وقد لا تُتاح لنا فرصة مشابهة قريبًا.
وأخيراً وليس اخراً ومن القلب إلى قلوب جميع السوريين :

أناشدكم بالله أن نجتمع كجسد واحد، وان نترك وراءنا الخلافات والأحقاد، ونتعانق بالتسامح والمصالحة، متجاوزين جراح الماضي…
لنعيد الحياة إلى سوريا، من الظلام إلى النور ولنُخرجها من الطوارئ…
(أخبار سوريا الوطن ٢-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نهاية جمهورية الخوف..ملامح الدولة ما بعد الخوف(2)

    م.نضال رشيد بكور     ليست كل نهاية بداية إلا حين تتهيأ العقول لتصنع هذه البداية فما بعد سقوط جمهورية الخوف لا يكفي ...