سمير حماد
هل سيتمكّن الناجون من المحرقة الربيعية السورية , وخاصة المثقفون منهم , من تكوين مجتمع سوري ,حديث ومتمدّن , يسوده الوئام والمحبة, بعيداً عن رائحة الدم وغبار الدمار ..؟
وهل سيكون هؤلاء قادرين على الإسهام في انشاء مجتمع جديد , تعويضاً أو ردّاً على المجتمع الظالم , بهيمنته الحزبية والأمنية والذي لم يوفر لهم الحد الأدنى من الحرية , بل شتتهم وحرمهم فرصة التعبير عن الرأي , ومزّق شملهم في أرجاء الدنيا ؟
وهل سيبقى المثقفون مكتفين بالتفرّج والمراقبة والتصفيق , لما يجري امامهم في الشارع , وعن بعد , دون ان ينخرطوا في توجيه الأسئلة والنقد , تاركين هذا الشارع , نهباً للتجاذبات الدينية والسياسية , والإقليمية والدولية , هذه التجاذبات التي استطاعت ان تنقل بلدنا من الحراك السلمي , إلى المواجهات الدموية المسلحة , والتي أثبتت فشلها , من أول الحراك , وحتى الآن , والتي لم يكن لأيّ كان مصلحة فيما سفكته من دماء , وما سببته من دمار …..في الحجر والبشر ؟
هل سيمهل التاريخ الغراب , كي يتعلّم الهديل ؟!
وهل سيمهل الوقت الأفعى الباحثة عن الدفء , كي تبيض في معطف ضحيّتها ؟!
ما أكثر الأقنعة , وأكثر المقنّعين ….ولكلّ من هؤلاء , من ابن العلقميّ نصيب …..
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)