في الذكرى السادسة للحرب على اليمن كل الحقائق مكشوفة أمام صنعاء، فبين مكان إعلان الحرب من واشنطن، وتوقيتها، الصورة واضحة. هي حرب “غادرة” هندستها واشنطن ونفذتها السعودية والإمارات كأدوات في مخطط أميركي إسرائيلي بريطاني، هذا ما يؤكده قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي.
كذلك، إن طرح الرياض لا يستحق أن يحمل إسم “مبادرة“، يقول محمد عبد السلام للميادين، ويضيف أنه لا “يحق للسعودية أن تقدم نفسها كوسيط محايد وهي الطرف الرئيس والمباشر في تنفيذ العدوان. ومحاولاتها لإظهار الأزمة على أنها احتراب داخلي وحرب يمنية يمنية لا تنطلي على أحد”. من هنا تبقى معادلات صنعاء أن “وقف العدوان والحصار مدخل السلام وإلا فالمواجهة تبقى قائمة”.
يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعربت عن رفضها للحرب على اليمن. والسعودية طرحت في الأيام القليلة الماضية، مبادرة تحت عنوان “إنهاء الأزمة في اليمن”، ولكن يبقى السؤال ماذا أرادت الرياض في تقديم مبادرتها بهذا الشكل؟ هل تحاول الالتفاف للاستمرار في العدوان أم أنها محاولة مكشوفة للتنصل من هزائم كسرت هيبتها؟
فرحات: تل أبيب تؤيد التحالف في حربه على اليمن
في هذا الصدد، قال الباحث في الشؤون العسكرية العميد المتقاعد إلياس فرحات إن “القرار الأميركي ليس جدياً في إنهاء الحرب على اليمن”، معتبراً أنه “يشير إلى إنهاء الدعم فقط”.
وأضاف فرحات للميادين أنه “لا يوجد إرادة حقيقية أميركية وغربية في إنهاء الحرب”، قائلاً إن “حركة انصار الله قامت بعمليات في العمق السعودي عرقلت حسابات التحالف بشان تفوقه في الموازين”.
ولفت فرحات إلى أن “الجبهة الداخلية للتحاف تشرذمت بسبب الخلافات السعودية الإماراتية”، مضيفاً أن “تل أبيب تؤيد التحالف السعودي في حربه على اليمن”.
واعتبر فرحات أنه “ليس من المستغرب أن تضع تل أبيب إمكانيات في دعم التحالف السعودي”، مشيراً إلى أن “الحرب المستمرة على اليمن ستؤدي إلى استنزاف كبير للسعودية والدول الخليجية”.
عفيفي: السعودية تحاول التوصل إلى نقطة بداية
من جهته، قال الخبير في الشؤون الأميركية وعضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي، إن “السعودية تحاول التوصل إلى نقطة بداية بعد حرب امتدت لـ6 سنوات وقسمت اليمن وجيشه”، مضيفاً أن “المنظمات الحقوقية تنطلق من دوافع إنسانية لوقف الحرب في اليمن”.
واعتبر أن “واشنطن تدعم التحركات السعودية نحو التوصل إلى سلام وإنهاء الحرب”، وفق قوله.
أبو عاصي: طهران تتعاطى مع صنعاء كحليف فقط
بدوره، سأل مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في بلغاريا الدكتور محمد أبو عاصي، “أي حكومة شرعية في اليمن لا تستطيع الخروج من قصر المعاشيق في عدن؟”.
وأضاف أبو عاصي للميادين أن “إيران لا تتدخل في الشأن اليمني ولطالما رفضت طلبات أميركية للتفاوض حول هذا الملف”، قائلاً إن “طهران تتعاطى مع صنعاء كحليف فقط”. واعتبر أبو عاصي أن “الحرب على اليمن انطلقت من واشنطن والأخيرة لا تستطيع التنصل من مسؤولياتها”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين26-3-2021)