سمير حماد
كيف تحوّل واقعنا وثقافتنا في هذه الفترة الرمادية , الى ما يشبه الحفلة التنكرية , فبات صعباً الفصل بين الوجوه والاقنعة , وبات متعذرا الفصل بين الوهم والحقيقة , وبين الحضور والغياب ..؟
كيف استسلم الناس , ومن ضمنهم المثقفون , طواعية إلى كل هذا التبلّد , والاسراف في الابتعاد عن الجدية , والاستسلام للتقهقر والتراجع والفجاجة ..؟
كيف تعرضتْ ثقافتنا لكل هذا الجدب والجفاف ؟ وكيف استطاع سماسرة الكلمة أن يتربعوا على مجمل المنابر الثقافية، ومواقع التواصل الإلكترونية والاعلامية …؟
الثقافة عندنا ليست بخير , وهي في مرحلة تدهور وانحطاط , وهذا طبيعي , فالكِتاب , والقراءة الى تراجع , ونهر الثقافة والابداع والنقد الى جفاف , فكيف ننتج مما لانملك مادته الاولية ..؟
في الزمن الرديء بحصل سباق محموم لتجميل القبح واخفاء الحقيقة , مما يجعل التخلف ينمو وعقارب الساعة تدور الى الوراء , ويضمر النقد الذاتي ويتسع شبح النرجسية , والتبجٍــّح بالذات ، والتّورّم الثقافوي المخادع، للتعويض عن النقص بالموجود، والتذكير بالمفقود ..
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)