آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » أحلام نائمة” لثناء أحمد معلّقة بين الواقع والحلم

أحلام نائمة” لثناء أحمد معلّقة بين الواقع والحلم

 

 

عبير علي

 

في مساحةٍ يغمرُها الحنينُ والصّدقُ، وفي دردشةٍ عميقةٍ يتقاطعُ فيها الإبداعُ مع التَّجربةِ، التقينا الشاعرةَ والأديبةَ ثناء أحمد للحديثِ عن إصدارِها الشعريِّ الأخير “أحلامٌ نائمةٌ”، الصَّادرِ عن دارِ باكير للطِّباعةِ والنشر.

كان اللقاءُ فرصةً للغوصِ في كواليسِ الكتابةِ، واكتشافِ ما وراءَ العنوانِ، وما تحملهُ النُّصوصُ من وجدانٍ وتفكُّرٍ.

عن دلالةِ العنوانِ، تقولُ الشاعرةُ بثقةٍ: “العنوانُ لم يكنْ اعتباطيًّاً، بل نتاج ما اختزنتْه النُّصوصُ من مشاعرَ وأفكارٍ… نحن نعيشُ في عالمٍ ضيّق، وأحلامُنا- رغمَ صغرِها- تصطدمُ بالعوائقِ التي تمنعُها من الظُّهورِ على مسرحِ الحياةِ”.

قائلة: يتضمَّن ديواني أحلامٌ نائمةٌ أربعة وأربعين نصًّاً نثريًّاً، كُتبتْ في فتراتٍ متقاربةٍ وأخرى متباعدةٍ، بحسبِ الحالةِ الشعوريّةِ التي دفعتْني للكتابةِ. وقد تمّتِ الموافقةُ على طباعتِه من قِبَلِ وزارةِ الإعلامِ في 27 نيسان 2022، لكنّ الظروفَ لم تسمح بإصدارِه ورقيًّاً حتَّى عام 2024″، وتكمل، “صدرَ عن دارِ باكير، وتولّيتُ بنفسي تدقيقَهُ اللغويَّ، أمّا الغلافُ فقد صمّمتهُ الفنّانةُ التشكيليّةُ يادا العبيدي. جاءَ الديوانُ في مئةٍ وأربعٍ وثلاثين صفحةً.

النص في مضمونه يحمل دلالات، إذ تنوّعتِ الموضوعاتُ بين الوجدانيِّ والإنسانيِّ والوطنيِّ، وفي بعضِ الأحيانِ تقاطعت هذه الأبعادُ الثلاثةُ داخلَ النَّصِّ الواحدِ، فالشَّاعرُ لا يملكُ دائماً تصنيفَ مشاعرِه أثناءَ الكتابةِ؛ لأنّها ببساطةٍ تختلطُ وتتداخلُ دونَ استئذانٍ، وفقاً لها.

لتقف الشّاعرة عند نص “خيال” كنموذج لذلك: ما بَرحَ خَيزَرانُ الخَيالِ

يَصفَعُنِي بالصَّدمَة

عِندَ ضِلعِ الوَاقع

وما زلتُ..

أُيمِّمُ شَطرَه بُوصلتِي

حَالمةً بانعِكَاسِ طَرَفِي المُعَادَلَة

وعن النُّصوصِ التي تمثّلُ لها شيئاً خاصّاً، أوضحت أنه كلّ نصٍّ أكتبُه هو جزءٌ من روحي، لكنْ هناكَ نصوصٌ تظلُّ أقربَ إلى وجداني، كرسالة اعترافٍ، رَغْماً عنّي هزمتْني ابنتي، أحتاجُك، ارحلْ أو صفِّقْ للفِعلة، فلسفةُ الريح، في غيابِك، بعد قليل، حدّثني التاريخ، مهمٌّ جدّاً، ويبقى لكلِّ تجربةٍ أثرُها الخاصُّ في داخلي.

وفي قصيدة أحتاجك كتبت:

أحتاجُكَ.. كَمْ أَحتَاج

خُذنِي وِسادةً

فراءَ نَومٍ..

بعَالمِي وَبعالمكَ الزِّئبقيين

لأنَّ الوَخزَ حَامضٌ

لأنَّ مَطرَهم يجلدُنَا

لأنَّ عُرسَ الأَشجَار

حَريقٌ ..حَريقُنا.. حريقُكم

خُذنِي لمَرفَأ مَسافاتِك

أَحتاجُك ..كَم أحتَاج

يا سيدَ الضَّوءِ

لأنَّ صدريَ مَنخورٌ

أَحبُو إِليكَ

أَحبُو لعرشِ الحُلمِ

لأنَّ ارتياحِي مُتضائلٌ مُتضَائل

ومن قصيدة “رسالة اعتراف” مخاطبة الحبيب:

لأنَّكَ نَبِيذُ قَصِيدتِي

أَطفَأتُ اليَومَ كُلَّ المَواعِيد

وَرغمَ..

خَجَلِ خُطُوطِ المَسافَات

رَغمَ تَلوّنِهَا

لا أطلبُ مِنْ عَينيكَ إجَازَة

فَهَل بَلغتْ ؟!

في نهايةِ حديثنا معها، تختصرُ ثناءُ أحمدُ تجربتَها بكلمات اعتبرت عبرها هذا الدِّيوانَ محطّةً مغايرةً في مسيرتها، ومرحلةً تُعبّرُ عن نضجٍ جديدٍ في الرُّؤيةِ، مدفوعٍ بقراءاتٍ أوسعَ وتحليلاتٍ أكثرَ عُمقاً.

 

(اخبار سوريا الوطن 1-الثورة )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

داود أبو شقرة : الأدب يعكس الواقع برؤى استشرافية متجددة

  أعلن اتحاد الكتاب العرب في سوريا دمج جمعيتي القصة والرواية والمسرح تحت مظلة جديدة تحمل اسم جمعية السرد.   وتهدف الجمعية المنشأة حديثاً إلى ...