آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » ملامح ازدهار “علم الصينيات العربي”… الحضور الثقافي الصيني عربياً يعززه التوسع في التدريس والترجمة

ملامح ازدهار “علم الصينيات العربي”… الحضور الثقافي الصيني عربياً يعززه التوسع في التدريس والترجمة

يذهب الهاجري أنّ العرب هم أول ناقل للمعرفة الصينية إلى الغرب لكنّ تقصيرهم في توثيق جهودهم أدى إلى تجاهل دورهم.

يرجع التبادل الثقافي بين العرب والصين إلى ما قبل التاريخ، مروراً بالعصر الإسلامي، ثم العصر الحديث، وهو يشهد في الوقت الراهن ازدهاراً ملحوظاً. ويؤكد الديبلوماسي والباحث القطري علي بن غانم الهاجري، أنه في سياق هذا التبادل، أثريت الثقافة العربية بالمعرفة الصينية، أو ما عرف لاحقاً بعلم الصينيات.

يذهب الهاجري في كتابه “علم الصينيات العربي ودراسة الصين المعاصرة” (منشورات ضفاف وبيت الحكمة) أن العرب هم أول ناقل للمعرفة الصينية إلى الغرب الذي لم يحقق معرفة مباشرة عن الصينيين إلا عبر رحلة ماركو بولو وبعده الرحَّالة والمبشرين. أما التجار العرب فقد جابوا الصين منذ القرن السابع الميلادي، فنشروا الدين الإسلامي في مقاطعات صينية عدة، “ونقلوا إلينا معلومات عن الصين وحضارتها، ومع هذا يجب الاعتراف بفضل أوروبا في تأسيس علم الصينيات المهني في القرن التاسع عشر”. ويرى الهاجري أن تقصير العرب في توثيق جهودهم في هذا الميدان أدى إلى تجاهل دورهم في التدوينات التاريخية التي قام بها الباحثون من البلدان الأخرى.

علم الصينيات
ظهر مصطلح علم الصينيات Sinology بحلول عام 1814 بواسطة نيكولاس ستانديرت، الذي أكد أن أول من أطلقه هو نينو مونتوسي، وهو خبير إيطالي في اللغة الصينية. ويرى الهاجري أن لهذا العلم أصولاً عربية، فالمعرفة التي نشأت في تاريخ التبادلات بين العرب والصين في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) أصبحت تدريجياً دراسة متميزة عرفت فيما بعد بعلم الصينيات، ومن ثم فإن العلماء العرب الذين تركوا بصماتهم في تاريخ التبادلات الثقافية بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الصينية يستحقون فرزهم واعتبارهم من علماء الصينيات الأوائل.

 

 

في البداية – كما يقول الهاجري – كان التركيز العربي مقتصراً على دراسة الصين من حيث تطوير العلوم وتبادل الخبرات العلمية، وترجمة الإنتاج العلمي إلى اللغة العربية والعكس. وفي المرحلة المعاصرة افتتحت الأقسام العلمية المتخصصة في علم الصينيات التي ابتعدت عن دراسة الكلاسيكيات الصينية، وركزت على دراسة اللغة الصينية وآدابها، بهدف إيجاد قاعدة مشتركة تقوم على الفهم الحضاري، والمنافع الاقتصادية. ولذلك – يضيف الهاجري – يمكن القول إن تشكيل “علم الصينيات العربي”، جرى وفق بناء المعرفة البحثية غير المرتبطة بأيديولوجيات، بعكس “علم الصينيات الغربي”، الذي أسهمت في تشكيله أجندة رسمية، ذات صبغة سياسية.

الصين والعالم العربي
ولاحظ الهاجري أن عدد أقسام اللغة والدراسات الصينية في الجامعات والمعاهد العربية فاق في السنوات الأخيرة مثيله في بعض الدول الغربية، ففي مصر وحدها يوجد أكثر من 20 قسماً في جامعاتها ومعاهدها المختلفة. وأدخل بعض الدول العربية اللغة الصينية في مناهج التعليم ما قبل الجامعي. وتعد تونس ثاني دولة عربية في الاهتمام بالدراسات الصينية، بعد مصر، فقد افتتح معهد بورقيبة للغات الحديثة في تونس قسماً للغة الصينية عام 1977. وفي عام 2019 افتتح فرع لمعهد كونفوشيوس لتدريس اللغة الصينية في المعهد العالي للغات في العاصمة التونسية.

وتعد السعودية من أبرز دول الخليج العربي التي اهتمت باللغة الصينية في جامعاتها ومعاهدها منذ عام 2009، كما أنها أدرجتها حديثاً ضمن مناهج المدارس، في إطار رؤية المملكة لعام 2030. وفي عام 1989 وقعت الصين والإمارت اتفاقية للتبادل الثقافي. وفي عام 2006 أسست الصين والإمارات مدرسة اللغة الصينية في أبوظبي، لتكون أول مدرسة ابتدائية عامة تعلم اللغة الصينية في الشرق الأوسط. وفي العام 2019 قررت الإمارت تدريس اللغة الصينية في 100 مدرسة منذ الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثاني عشر.

وبذلك تعد الإمارات حالياً الدولة العربية الرائدة في تدريس اللغة الصينية في مرحلة ما قبل الجامعة. وفي عام 2017 وقعت جامعة تشجيانغ وجامعة الإمارات مذكرة تعاون. وفي عام 2018 دشنت كلية العلوم الإنسانية في جامعة الإمارات “وحدة الدراسات الصينية”، بالتعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. ويوجد قسم للغة الصينية في جامعة نيويورك في أبوظبي، وقسم مماثل في جامعة السوربون في أبوظبي، إضافة إلى معاهد عدة تدرس اللغة الصينية كمعهد إيتون.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماجدة الرومي تحت نيران الانتقادات بعد تصريحات مثيرة عن لبنان في مهرجان موازين

أشعلت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تصريحات أدلت بها خلال مشاركتها في مهرجان “موازين” بالمغرب، حيث اعتبرها البعض مسيئة ...