د.ريم حرفوش
اثنان في الحكاية كاذبان ..
أنت والوطن ..
كل منكما أكثر من الوعود أسكنني قصور السراب ..
ولشدة ولهي وانتمائي لكليكما صدقت الكذبة ..
غفوت على وسائد ريش أغزل أحلامي الوردية ..
محظوظة ومحسودة.. أنا لي وطنان ..
وطن أسكنه ..
ووطن يسكنني ..
كلاكما بلارحمة أغلقتما ذات ليل دوني الأبواب ..
بلاشفقة أغرق بالعتم أبات في العراء ..
ككل النساء ..
أردت رجلاً لقلبي سند ولروحي عنوان ..
يقول لي أحبك في الصباح .. وأرد له أحبك .. في المساء ..
ومابينهما .. أسكنه وأرخي عليه ضفائر اشتياق ..
أتعطر بتفاصيله ..
يغزلني بأنامله قصيدة حمراء ..
يحملني في أسفاره بين ملابسه ..
أذوب في حرارة الغرام ..
لم يعد يعنيني البقاء في خزائنك المهملة ..
رفوفك العابثة مملوءة برائحة عطر أنثوية ..
وقصصك مع ٱخريات ..
أعرفهن من أحمر الشفاه ..
مضحك تبريرك والهروب من الوصال ..
معسول الكلام كالسم يجري في دمي يغتال أنوثتي والكبرياء ..
لاأنوي إثارة زوابع ولا العتاب ..
كل ماتفعله وماتقوله عندي سواء …
لاتأتي .. لاتلوّح ساخراً بالمفاتيح ..
ستصلك فاتورة تغيير الأقفال ..
لن أبكي وأستجدي البقاء ..
فالتحدي قرار ..
قبل الرحيل لامانع أن تذوق نفس المرار ..
أودعك عناقاً لا تنساه ..
لتستنشق رائحة عطر رجوليه تشربتها المسام ..
وطن أسكنه أقول له أحبك مرة واحدة ..
ويقول لي ..أحبك .. في كل الأوقات ..
يحتويني .. يخبئني في جنون الغرام ….
ابق مشرداً بين نزواتك على الطرقات ..
كنت تكذب ..!!
وكنت أتظاهر أنني دائماً ..
أصدق .. و .. أصدق ..
فأجمل مافي الحياة ..
أن نعيش كذبة اخترعناها ..
نصدق بكل غباء أننا وحدنا في البال ..
على هوامش محاولات النسيان ..
بقايا قارورة عطر ذكوري ..
اغتسلتُ بها يوم الوداع ..
ليقتلك الوهم أنك خارج الحال والبال ..
وأصبحنا هنا كلنا نكذب ..
أنا .. و .. أنت .. والوطن ..
ومابقي سالماً من حالي والبال ..
(أخبار سوريا الوطن ٢-صفحة د.ريم)