آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » لاتتصلوا أبداً بالرقم 100.. ؟!!

لاتتصلوا أبداً بالرقم 100.. ؟!!

 

علي عبود

يطلب موقع “السورية للإتصالات” من المواطنين الإتصال بالرقم “100” على مدار الساعة في حال تعرض هواتفهم الثابتة أو خدمة الإنترنت لخلل أوأعطال “تقطعهم” عن العالم الخارجي، وتمنعهم من تسديد فواتيرهم عبر “الدفع الألكتروني”!
والحق يُقال، إن العاملين في قسم الرد على المواطنين وتسجيل شكاويهم في قمة التهذيب، لكن النتيجة دائما “صفر مكعب”، لأن مهمتهم تفتصر على إحالة الشكوى إلى المقسم المختص، وهنا تبدأ معاناة الشاكي!
نعم، لن يستفيد الشاكي من إعادة الإتصال بالرقم 100 يوما بعد يوم، حتى لو تجاوز عدد الشكاوى العشرة وربما الـ 100 فالنتيجة دائما وأبدا: “صفر مكعب”!
السؤال: ماذا يفعل المتضرر بعد انقطاعه عن الاتصالات ـ التي باتت جزءا أساسيا من حياته لمدة ـ أسبوعين، وربما أكثر؟
يلجأ المواطن عادة إلى الإتصال بالحضور “الجسدي” إلى مقسم الهاتف ليقدم شكوى مسجلة، وقد يتجرّأ و“يقتحم” مكتب مدير المقسم، والمفاجأة إن الرد واحد لدى الجميع: اتصل بالرقم 100 وسجل شكوى نظامية!
هذه “المعاناة” تتكرر مع كل المواطنين في كل مرة تتعطل فيها خطوطهم الهاتفية الثابتة، وانقطاع خدمة النت، وسيكتشفون في كل مرة أنهم يدخلون في متاهة “السورية للإتصالات” ولا يخرجون منها إلا بالإحباط وبخيبات الأمل التي عقدوها على إعلانها الجذاب في موقعها الألكتروني: اتصلوا بالرقم 100؟!!
وفي حال أتى عمال المقسم استجابة للشكوى بعد أكثر من عشرة أيام لإصلاح العطل، فإن النتيجة: لا يوجد عطل في الخط، والخلل في التمديدات الداخلية!
طبعا، يُصدّق المواطن هذا “التحليل” فيلجأ إلى فني “متخصص” ليفاجأ بأن التمديدات جيدة جدا، ولا حاجة إلى تبديلها، ليقع بعدها في ورطة لا يعرف من يُخرجه منها سوى وساطة من العيار “الثقيل”!
وحتى لو عاد الشاكي إلى القسم الفني أو مدير المقسم ليخبرهم بأن المشكلة من عندهم، فإنهم يكررون له المعزوفة نفسها مجددا: العطل داخل المنزل وليس في التمديدات الخارجية!
ونشير في هذا السياق إلى أنّ قلة من المواطنين اكتشفت الحل “السحري” لمشكلات تعطل هواتفهم الثابتة وخدمة الإنترنت، وهو “الإستنجاد” بأحد العاملين الفنيين المفرزين لإصلاح أو الكشف الدوري على التمديدات في الأحياء السكنية!
نعم، تتصل بالعامل الفني الموصى به من قبل أحد المعارف أو الجيران، فيأتي مسرعا، ويُصلح لك العطل سواء كان بفعل خلل فني أو بفعل “تخريب” مقصود خلال أقل من نصف ساعة مقابل “إكرامية”،ونصيحة لكل من يستعين بفنيي “السورية للإتصالات”: أجزلوا لهم “الإكراميات” وإلا لن يلبوا نداء إستغاثاتكم في القادم من المرات التي تتعطل فيها هواتفكم مجددا!
أحد الأصدقاء أكد لي إن بعض الفنيين يقومون بـ “تعطيل” هواتف المواطنين دوريا كي يستنجدون بهم فمثل هذا العمل خارج أو ضمن الدوام تحول إلى “رزقة محرزة”، وهذا سبب عدم استجابة فنيي “السورية للإتصالات” لمن يتصل بالرقم 100؟!!
ومن أغرب الأعطال المبتكرة “تداخل الخطوط الهاتفية”، فالمواطن عادة لديه خط للإتصالات، وآخر للنت، وقد يتفاجأ حين يتصل بخط النت ليتأكد من عمله، برنين الخط الثابت، مايعني أن فنيا من “السورية للإتصالات” عبث بخطوط شبكة البناء، ليرغم السكان بالإتصال به كي يقوم بإصلاحها مقابل “الإكرامية”، وهو يعلم مسبقا إن الإصلاح عن طريق الإتصال بالرقم 100 من المستحيلات!
الخلاصة: لاتتصلوا أبدا بالرقم 100 لإصلاح أعطال هواتفكم الثابتة وإعادة خدمة النت، فمهما بلغ عدد إتصالاتكم بهذا الرقم فالنتيجة دائما “صفر مكعب”، فالحل الوحيد أمامكم هو تدخل أحد معارفكم العاملين في المقسم أو الإستنجاد بخبير فني غالبا مايكون المفرز من المقسم لإصلاح الأعطال في حيّكم!!
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الدفاعات الأمريكية في قبضة الصين!!

  علي عبود لم يصمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طويلا في مواجهة “التنين الصيني”! بعد أيام قليلة من فرض ترامب رسوما جمركية غير مسبوقة على ...