ضمن جملة العناوين الكثيرة والمهمة التي تناولها السيد الرئيس بشار الأسد في لقائه بالأمس مع السلطة التنفيذية، والتي جاءت كما دائماً شاملة ومفندة للعديد من الملفات والقضايا التي ينتظر جل الشارع السوري تفسيرات وتوضيحات حولها، خاصة ما يتعلق منها بالوضع الاقتصادي والمعاشي.
يمكن التوقف ملياً عند موضوعين هامين الأول حالة الطمأنينة التي تشيعها كل أطلالة للسيد الرئيس عند المواطنين نتيجة القرب من هموم ومعاناة الناس، وتلك الإجابات الواضحة والمباشرة عن عشرات الأسئلة التي تدور في بالهم تجاه ما يواجهونه من معاناة صعبة في تأمين مستلزمات حياتهم، تقدم لهم بعد شرح واف عن أسبابها وخيارات مواجهتها بكل شفافية ومسؤولية والأهم أنه لا وجود لشيء اسمه مستحيل مع توفر خيارات عديدة لحل المشاكل والتخفيف عن المواطن.
والثاني كان ما يثلج القلب إذا صح القول تمثل في كلام سيادته عن معركة سوق الصرف التي تتم معالجتها ومتابعة من يقف خلفها، ولكن المشكلة تكمن في أن ارتفاع سعر الصرف صباحاً لايبرر مطلقاً تلك القفزات في أسعار المواد والسلع في الأسواق، وهنا كان لوصف سيادته الدقيق والناطق لربما بلسان حال الشارع السوري بأن من يقف خلف هذه الحالة الاستغلالية من التجار هم لصوص ويجب على وزارة التجارة الداخلية وحماية المتسهلك التعامل مع هذه الحالة اللصوصية بحزم وقوة وليس أقله هنا الإسراع في إصدار قانون جديد يتضمن عقوبات رادعة بحق اللصوص ممن يتلاعبون في لقمة عيش الناس.
ولعل حركة يد السيد الرئيس المعبرة عند مطالبته بالحزم مع التجار اللصوص كانت خير انعكاس عن حجم معاناة الناس في مواجهة تسونامي ارتفاع الأسعار، وعجزهم عن مواجهة لصوص السوق وحدهم في ظل تراخي وتقاعس الجهات المعنية في التصدي لهم .
رغم كل الضغوطات والصعوبات والمعارك الاقتصادية والنقدية التي تفرض على بلدنا من الدول الداعمة للإرهاب، إلا أن كلمة مستحيل أو لا يمكن حله تكاد تكون كلمة خارج القاموس السوري وفي معارك المواجهة مع الإرهاب وأدواتهم على الأرض وتصدي الجيش العربي السوري لهم والانتصار عليهم مع كل ما حملته من تحديات كبيرة وصعبة، ما يبرهن أنه بالإرادة والمجابهة وامتلاك أدوات التعامل مع ظروف كل معركة على الأرض لا يمكن الفشل وساحة العمل الاقتصادي واسعة ويمكن للسلطة التنفيذية بحال أرادت امتلاك مفاتيح الحل للعديد من الملفات والقضايا وأعتقد أن ساحة العمل بانتظارهم حالياً لإثبات ذلك .
(سيرياهوم نيوز-الثورة)