آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » لا صوت يعلو فوق هدير الطائرات والصواريخ… سقوط إيران هزيمة أخرى لروسيا والصين؟

لا صوت يعلو فوق هدير الطائرات والصواريخ… سقوط إيران هزيمة أخرى لروسيا والصين؟

 

لم يكن مفاجئاً أن تنتقل شرارة الحرب إلى داخل إيران، بعدما سقط الحلفاء الإقليميون تباعاً منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”. ولعل الحدثين الأساسيين اللذين مهّدا لهذا السيناريو قبل وقوعه، كانا خسارة “حزب الله” في حرب “الإسناد”، ثم سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

 

 

 

اندلعت الحرب بين اثنتين من أكبر القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، في مواجهة لطالما سعت مختلف الأطراف الإقليمية والدولية إلى تفاديها نظراً إلى ما قد تخلّفه من تداعيات غير محسوبة على جميع المستويات.

سعت إيران إلى تجنّب السيناريو الأسوأ عبر تعزيز موقعها الجيوسياسي من خلال شراكات استراتيجية طويلة الأمد، ولا سيما مع روسيا والصين، كما عملت على تصفير المشاكل مع دول الجوار العربي، وحاولت القيام بدور الوسيط في النزاع الأخير بين الهند وباكستان… لكن المحظور وقع.

 

 

 

في نيسان/أبريل الماضي، صادقت موسكو على اتفاقية شراكة استراتيجية مع إيران، تتضمّن بنوداً تشير إلى التصدّي للتهديدات المشتركة، دون أن تشكل تحالفاً دفاعياً مشتركاً. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو حينها، في كلمة أمام مجلس الدوما، أن “توقيع الاتفاقية لا يعني إنشاء تحالف عسكري أو تقديم دعم عسكري متبادل لإيران”.

 

 

 

لكن ما لبثت حملة التهديدات والضغوط القصوى أن تحوّلت إلى أعمال عسكرية. ومع اشتداد الحرب، حذّرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة من تقديم أيّ دعم عسكري مباشر لإسرائيل، وصرّح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن أيّ مساعدة أميركية لإسرائيل “خطوة نحو زعزعة جذرية للاستقرار في الشرق الأوسط”. بل رفع سقف التحذير بقوله: “نحذّر أميركا من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة إلى إسرائيل أو حتى مجرد التفكير في ذلك”.

 

هاجس روسيا

 

في هذا السياق، يرى الأكاديمي والباحث في الشأن الروسي الدكتور محمود الأفندي، المقيم في موسكو، أن روسيا لا تصنّف ما يجري كـ”حرب”، لأن “الحرب تكون بين دولتين متجاورتين، أما ما يحدث الآن فهو أول حرب في التاريخ تُدار عن بعد”. ويضيف أن استمرارها “مستحيل ما لم تدخل الولايات المتحدة على الخط وتستخدم قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط أو أسطولها البحري لمواجهة إيران”.

 

 

 

ويتابع الأفندي، في حديثه إلى “النهار”، أن “هدف نتنياهو ليس البرنامج النووي الإيراني، إذ إن إسرائيل لا تملك القدرة على تدميره لكونه موجوداً على عمق 90 متراً تحت الأرض، ولا تمتلك القنابل اللازمة لذلك. الهدف الحقيقي هو إسقاط النظام، وهذا يتطلب دعماً أميركياً مباشراً”.

 

 

 

ويبدو أن هاجس تغيير النظام الإيراني يثير قلق موسكو، لأنه قد يمثّل خسارة إقليمية ثانية بعد سوريا، في وقت لا تزال فيه الحرب في أوكرانيا مفتوحة النهايات.

 

 

 

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن أكاديمي روسي، لم تُفصح عن اسمه، قوله: “إذا نجح نتنياهو في الضغط على الجمهورية الإسلامية وأدّى إلى تغيير النظام، فإن النظام الجديد – سواء كان علمانياً، دينياً، عسكرياً، ليبرالياً، أو محافظاً – لن يكون بالضرورة ودوداً تجاه موسكو مثل الحالي”. وأضاف أنه “حتى في حال صمود النظام الحالي لفترة أطول، فإن انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط قد يتسارع، وهذا لا يصبّ في مصلحة روسيا”.

 

 

 

في المقابل، تشير مجلة “الإيكونوميست” إلى أن القيادة الإسرائيلية تعتقد أن الضغط العسكري قد يدفع إيران إلى “عقد صفقة مع ترامب لتفكيك برامجها النووية والصاروخية”، وتراهن في الوقت نفسه على احتمال “اندلاع اضطرابات داخلية تهدّد النظام الإيراني”. ونقلت عن عاموس يدلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قوله: “إيران لا تستطيع هزيمة إسرائيل، لكن إسرائيل على الأرجح لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل”.

 

 

 

استناداً إلى هذا الواقع، يرى الأفندي أن موسكو تعتبر أن التصعيد العسكري لن يتوسّع ما لم تتدخل أميركا، وبالتالي فإن الحرب “ستستمر لفترة قصيرة ثم تنتهي. أما دخول واشنطن المباشر، فسيؤدي إلى تغيير كامل في المعادلة السياسية والجيوسياسية في المنطقة”.

 

 

 

 

 

ويضيف أن “روسيا هي الدولة الوحيدة القادرة على التوسط في هذا الصراع، لأنها الجهة الوحيدة التي تحتفظ بعلاقات مع الأطراف الثلاثة المعنية. وهي تنتظر اللحظة المناسبة، حين تهدأ وتيرة التصعيد وتتّضح وجهة الصراع وقرار الولايات المتحدة، لتفعّل وساطتها”.

 

 

 

لكنه يحذّر في الوقت نفسه من أن صوت السلاح يطغى حالياً على الخطاب السياسي، قائلاً إن “العسكر هو من يغيّر الوضع السياسي، وإن حدث تغيير في النظام الإيراني، فلن يكون أمام روسيا سوى التعامل مع الواقع الجديد. أما أي مواجهة مباشرة مع الأميركيين، فتعني اندلاع حرب عالمية ثالثة”.

 

قلق صيني

 

الحليف الدولي الثاني لإيران هو الصين. ففي آذار/مارس 2021، وقّعت طهران وبكين اتفاقية تعاون مدتها 25 عاماً، لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والسياسية، بقيمة تُقدّر بنحو 400 مليار دولار.

 

 

 

وبموجب هذه الاتفاقية، باتت إيران شريكاً محورياً في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، مستفيدة من موقعها الجغرافي والجيوسياسي.

وقبيل اندلاع الحرب الأخيرة، أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني، خلال لقائه نائب الرئيس الإيراني للشؤون العلمية، استعداد بلاده لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي مع إيران في إطار المبادرة الصينية.

 

 

 

ومع تصاعد التصعيد العسكري، عبّر الرئيس الصيني شي جينبينغ عن “قلق بلاده العميق إزاء الحرب الإسرائيلية على إيران”، مشدداً خلال افتتاح قمة الصين – آسيا الوسطى في العاصمة الكازاخية أستانا، على رفض بلاده لأي أعمال “تنتهك سيادة الدول وسلامتها الإقليمية”، مؤكداً أن “اللجوء إلى العمل العسكري لا يمثل حلاً للأزمات”.

 

 

 

ودعت بكين جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى “التحرك سريعاً لخفض التوتر وتجنّب التصعيد”، معتبرة أن “استقرار المنطقة يتطلب ضبط النفس والحوار بدلاً من المواجهة”. وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده “قلقة بشدة من احتمال خروج النزاع بين إسرائيل وإيران عن السيطرة”.

 

 

 

ولا يمكن تجاهل التعاون العسكري المتنامي بين الصين وإيران، وخصوصاً في مجال تطوير الصواريخ الباليستية. ثم إن الشراكة الصينية – الروسية، التي تعززت في أعقاب الحرب الأوكرانية، تصبّ في الحفاظ على الستاتيكو القائم في الشرق الأوسط، بما يخدم مصالحهما الاستراتيجية المشتركة.

 

 

 

وفيما تستمر المسارات الديبلوماسية بالتوازي مع التصعيد الميداني، يبدو أن الطرفين المنخرطين مباشرة في الحرب لا يبدوان مستعدّين للتراجع، ما دامت “الضربة القاضية” غير متاحة، ما يعني أن الصراع مرشّح للاستنزاف.

 

 

 

وفي هذا السياق، حذّر داني سيتيرنوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني في “معهد دراسات الأمن القومي”، في حديث إلى “وول ستريت جورنال”، من “الإفراط في الثقة”، قائلاً: “هناك نشوة مبكرة، لكن إيران لا تزال خصماً كبيراً. ويجب أن نبدأ الآن بالسؤال: ما هي استراتيجية الخروج؟”.

 

 

وختم بالقول: “الحرب طويلة، والخروج منها غير واضح المعالم”.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نتنياهو عن اغتيال خامنئي: أوعزت للجيش بعدم حصانة أي شخص بإيران وجميع الخيارات مفتوحة ولا حصانة لأحد و”نحن نغير وجه العالم”.. ويتوعد بإزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا، الخميس، إلى إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلا إنه أوعز للجيش بأن “لا حصانة لأي شخص ...