آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » فرحة «ناقصة» في إسرائيل: ما «اليوم التالي»؟

فرحة «ناقصة» في إسرائيل: ما «اليوم التالي»؟

 

 

في لحظة مفصلية من مسار الحرب الإسرائيلية على إيران، دخلت الولايات المتحدة مباشرةً على خط المواجهة، من خلال ضربة عسكرية مركّزة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، وتحديداً منشأة فوردو الحسّاسة. الضربة الأميركية، التي وُصفت بأنها «دقيقة وفتّاكة ورائعة» بحسب تعبير رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، جاءت تتويجاً لمرحلة من التنسيق الوثيق بين واشنطن وتل أبيب، والذي عُدّ «رصيداً استراتيجياً هاماً» بالنسبة إلى إسرائيل. وبحسب ما أوردته «القناة 11» العبرية، فقد أُبلغت إسرائيل مسبقاً بالضربة، وشاركت في نقاشات مفصّلة حول أهدافها وسيناريوات الردّ الإيراني عليها، بينما نُظّمت إحاطة إعلامية زائفة تحدّثت عن «خلافات» داخل «البيت الأبيض».

 

وعقب وقوع الضربة، ركّز الإعلام الإسرائيلي على تحليل أبعادها وتقدير انعكاساتها؛ إذ أفادت «قناة i24» العبرية بأن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن «إيران أعدّت نفسها لحرب قد تمتد بين شهرين وستة أشهر»، في حين نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية رفيعة أن «إسرائيل لا تمانع وقف إطلاق النار فوراً إذا أبدى المرشد الإيراني علي خامنئي رغبته في ذلك»، لكنها حذّرت من أن «احتمالات الدخول في مفاوضات تبقى ضئيلة جداً»، ما يعكس خشية إسرائيلية من الانجرار إلى حرب استنزاف مفتوحة.

 

ورأت سيما شاين، الباحثة المتخصّصة في الشأن الإيراني في «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي، بدورها، أن طهران تواجه حالياً معضلة تتعلق بكيفية الرد من دون التسبب بتوسيع التدخل العسكري الأميركي. وأشارت إلى احتمال أن تلجأ إيران إلى خطوات تصعيدية دبلوماسية مثل طرد مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أو الانسحاب من «معاهدة عدم الانتشار»، فضلاً عن إمكان تحريك حلفائها، ولا سيما حركة «أنصار الله» في اليمن، لإغلاق مضيقَي هرمز وباب المندب. وفي ما يخص المواجهة المباشرة مع إسرائيل، توقّعت شاين «استمرار الضربات إلى أن يتم التوصّل إلى قرار سياسي أو عسكري بوقف إطلاق النار».

 

وفي الإطار ذاته، لفت داني سيترينوفيتش، الباحث في المعهد نفسه، إلى أن إيران كانت تملك متسعاً زمنياً كافياً للاستعداد للهجوم الأميركي، مرجّحاً أنها «نجحت في نقل أجزاء من أجهزة الطرد المركزي والمواد المخصّبة، ما يعني أن قدراتها النووية لم تُستنزف بالكامل رغم الضربة»، وهو الأمر الذي يطرح شكوكاً جدية حول فاعلية العملية على المستوى الاستراتيجي.

 

أما المراسل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، فقدّم قراءة تفصيلية للوضع، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل حالياً على تقييم حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة «فوردو» ومدى تأثيرها الفعلي في تأخير البرنامج النووي الإيراني. وطرح تساؤلات بشأن الحاجة إلى خطوات إضافية، من مثل محاولة تغيير النظام الإيراني نفسه، لكنه أكّد أن الخيار المطروح حالياً هو ما يُعرف بـ«نموذج لبنان»، أي منح إسرائيل «حرية العمل لضرب أي عملية تسليح إيرانية مستقبلاً»، بما يشمل الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي، وهو ما تعتبره تل أبيب الإطار الأنسب لإنهاء الحرب.

 

كذلك، تساءل المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، عن مدى نجاعة الضربة الأميركية وتداعياتها، فائلاً: هل عُطّلت منشأة «فوردو» بالكامل؟ هل تحتاج إسرائيل إلى تنفيذ عمليات إضافية؟ وهل تتجه إيران إلى إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة قواعد أميركية في الخليج؟ كما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الضربة خطوة لمرة واحدة أم مقدّمة لانخراط أميركي شامل في الحملة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تداعيات العملية على الأسواق العالمية، خصوصاً سوق النفط، لم تظهر بعد، وأن افتتاح البورصة سيكون مؤشراً أولياً على حجم التأثر الاقتصادي. كما لم يستبعد أن يدفع الهجوم لاعبين دوليين مثل روسيا والصين إلى الضغط على إيران، أو أن تعود الأزمة إلى «مجلس الأمن» في حال توسّع نطاقها.

 

وحول الموضوع عينه، أشار الجنرال المتقاعد، عاموس يادلين، في مقالة نشرها على موقع «القناة 12» العبرية، إلى أن العملية العسكرية هدفت إلى «إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وإلى زعزعة قدرة طهران على دعم وكلائها في المنطقة». واعتبر أن هذه الخطوة ينبغي أن تُستثمر من أجل الوصول إلى «اتفاق أفضل»، مشدّداً على ضرورة المحافظة على التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، على الرغم من ما وصفه بـ»تصاعد نفوذ التيارات الانعزالية داخل واشنطن».

 

وعن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل، طرح يادلين ثلاثة سيناريوات: الأول، الاكتفاء بالإنجاز العسكري الحالي والسعي لإنهاء الحرب سريعاً، على الرغم من محدودية نتائجها على المدى الطويل؛ الثاني، التصعيد عبر توسيع بنك الأهداف، بما يشمل البنى التحتية الإيرانية ومراكز القيادة، من دون وجود خطة واضحة لإنهاء الحرب؛ والثالث، تعميق الإنجاز العسكري مع العمل في الوقت نفسه على بلورة تفاهمات لإنهاء الحرب بشروط تحفظ المكاسب وتردع إيران مستقبلاً، وهو السيناريو الذي يراه يادلين الأكثر توازناً، خاصة إذا استُهدف المدنيون الإسرائيليون، إذ يجب حينها توجيه ضربة مباشرة إلى رموز النظام في طهران.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عراقجي في روسيا… إيران: القواعد الأميركية المستخدمة لضربنا صارت أهدافاً مشروعة

بعد شن واشنطن هجمات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.   أعلن مستشار للمرشد الأعلى الإيراني اليوم الأحد أن القواعد التي استخدمتها القوات الأميركية لشن هجمات ...