اقام منتدى الكواكبي للحوار الثقافي، ووحدة دعم الاستقرار، وملتقى سورية الجديدة، بالتعاون مع الإدارة السياسية ندوة حوارية في مدرج النصر بجامعة حلب نهاية الاسبوع الماضي بعنوان:”تحديات الانتقال السياسي في سورية: دور الدولة والمجتمع”تحدث فيها الدكتور برهان غليون واجاب على تساؤلات الحضور ..وفيما يلي ملخصاً عن مجريات الندوة
🔹 أولاً: مداخل تمهيدية
• افتتح الدكتور برهان غليون مداخلته بالتأكيد أن مسألة الانتقال السياسي في سوريا لا تقتصر على مجرد تغيير سلطة، بل هي عملية عميقة لإعادة بناء المجتمع والدولة على أسس جديدة تختلف عن تلك التي رسّخها نظام الاستبداد.
• شدّد على أن الديمقراطية ليست هدية من الدولة، بل ثمرة وعي ومراكمة جهود مجتمعية وتنظيم سياسي ووعي ثقافي، مشيراً إلى مسؤولية السوريين عن مستقبلهم.
🔹 ثانياً: حول الطائفية والدولة
• أوضح غليون أن الطائفية ليست بُنية اجتماعية أصلية، بل اختراع سياسي استُخدم من قبل السلطة للتحكم وتقسيم المجتمع.
• في الدولة الحديثة، لا ينبغي أن تُبنى العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الدين أو الطائفة، بل على أساس الحقوق والمواطنة.
• اعتبر أن الفصل بين الدولة والسلطة السياسية أمر ضروري، إذ أن الدولة يجب أن تكون مؤسسة عامة محايدة تُدار بكفاءات وليس بميليشيات سياسية أو ولاءات شخصية.
🔹 ثالثاً: التحديات التي تعيق الانتقال
• ضعف المجتمع المدني وتشتته نتيجة سياسات النظام التدميرية.
• انعدام الثقة بين مكونات المجتمع بسبب تفكك العقد الاجتماعي.
• غياب الكوادر التكنوقراطية الكفؤة بعد عقود من التهميش والتدمير المتعمّد للخبرات.
• استمرار عقلية الولاء بدلاً من الكفاءة في مؤسسات المعارضة والسلطة على حد سواء.
• السرديات المتناقضة بين قوى الثورة والمعارضة ومكونات الشعب، مما يعيق تأسيس مشروع وطني جامع.
• الخوف من المستقبل وغياب رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية.
🔹 رابعاً: شروط بناء دولة ديمقراطية
• إعادة تعريف الدولة: يجب أن تكون مؤسسة عامة وليست أداة بيد النظام أو المعارضة.
• عقد اجتماعي جديد: ليس بين “دولة” و”مجتمع”، بل بين مكونات المجتمع نفسه على أسس المساواة والعدالة والكرامة.
• دور المرأة والشباب: لا ديمقراطية دون إشراك فعلي للنساء والشباب في الفضاء العام والسياسي.
• اللامركزية الإدارية: ضرورية لتحقيق التوازن بين المركز والأطراف دون المساس بوحدة الدولة.
🔹 خامساً: مؤشرات الأمل وأسباب التفاؤل
رغم ما وصفه بـ”الخراب العظيم”، طرح الدكتور غليون خمسة أسباب تدعو إلى التفاؤل:
• الوعي الشعبي المتزايد: رغم الحرب، لا يزال هناك وعي عميق بالقيم الديمقراطية ورفض للاستبداد.
• دعم عربي متجدد: خاصة من بعض دول الخليج التي بدأت تدرك ضرورة دعم التحول السياسي.
• اهتمام دولي بإعادة الاستقرار لسورية بعد فشل الخيار العسكري.
• كوادر سورية شابة في المهجر تتقن أدوات السياسة والاقتصاد، وتمتلك فرصاً جديدة.
• جيل سياسي جديد نشأ خارج منطق “الحزب الواحد”، وهو قادر على التأسيس لمرحلة مختلفة.
🔹 سادساً: حول المرحلة الانتقالية
• رأى غليون أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون قصيرة (3 سنوات) ومحدّدة الأهداف: إعادة بناء المؤسسات، صياغة دستور، تنظيم انتخابات حرة.
• رفض تحويل المرحلة الانتقالية إلى نظام دائم بوجه جديد، مؤكداً أن المطلوب هو مساءلة ومراقبة السلطة الانتقالية لا تجديد الاستبداد.
• أشار إلى أهمية وجود إدارة تكنوقراطية مستقلة في المرحلة الانتقالية لا ترتبط بالمعارضة التقليدية أو بقايا النظام.
🔹 سابعاً: قضايا إضافية
• السلام مع إسرائيل: لا يمكن لسورية أن تدخل فيه منفردة، بل سيكون جزءاً من تسوية إقليمية أشمل.
• دور النخبة المثقفة: دعا المثقفين للعب دور ريادي في بناء الوعي ومساعدة الناس على تجاوز رواسب الخوف والتمزق.
• ضرورة بلورة سردية وطنية سورية جامعة تعترف بكل التضحيات والانتماءات.
الخلاصة
الديمقراطية لا تُمنح، بل تُنتزع بتضحيات ووعي وتنظيم. الانتقال السياسي في سورية ليس تغيير نظام فقط، بل تغيير في البنية الذهنية والثقافية والاجتماعية. والمطلوب ليس إعادة إنتاج السلطة، بل تأسيس دولة جديدة ومجتمع متصالح مع ذاته، ينطلق من مواطنة متساوية وعدالة انتقالية وتطلّع مشترك نحو المستقبل.
(اخبار سوريا الوطن 1-مصادر مختلفة)