علي عبود
عجزنا جميعا كشف ماجرى بعد حرب الـ ١٢ يوما التي شنتها إسرائيل وامريكا على إيران بذريعة أن طهران ستنتج القنبلة النووية خلال أسابيع قليلة حسب مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وبعد أن أرغم ترامب إسرائيل على وقف عدوانها على إيران تابعنا تقارير استخبارية وإعلامية حول نتائج هذا العدوان أو الحرب التي توقع كل المحللين إنها ستستمر طويلاً فإذا بها تنتهي بعد ١٢ يوما فقط بفعل التدخل المباشر المدعوم بالتمديدات من قبل ترامب الذي لايزال مصرا على الحصول على جائزة نوبل للسلام!
ومهما كانت الأسباب الحقيقة لوقف الحرب الإسرائيلية والأمريكية على إيران فإننا لم نعرف الجواب على السؤال: من انتصر على من؟
إسرائيل تؤكد أنها قضت على مسعى إيران بصنع قنبلة نووية مع أنها أعلنت منذ الدقائق الأولى أن هدفها الأساسي إسقاط النظام الإسلامي الإيراني
أكثر من ذلك؛ أعلن عدد من قادة العدو الإسرائيلي أنهم بصدد اغتيال خامنئي كمقدمة لتفجير ثورة ضد النظام الإيراني لإسقاطه من الداخل؛ بل إن ترامب أعلن بأنه يعرف اين يقيم خامنئي وكأنه يقول له مهدداً: سنغتالك متى نريد كما اغتلنا من قبل قاسم سليماني.
صحيح أن إسرائيل تراجعت عن هدفها بإسقاط النظام لكنها تصر بأنها انتصرت بالحرب لانها دمرت منشآت إيران النووية التي لايمكن بناؤها من جديد قبل عدة سنوات؛ والسؤال: اذا انتصرت اسرائيل فعلا في الحرب على إيران فلماذا لم توقفها الا بعد تهديدات ترامب وارغامها على الانصياع لوقف إطلاق النار؟
ولا يختلف الأمر مع ترامب فهو أيضاً يؤكد بأنه حقق انتصارا تاريخياً وسريعا بتدمير منشآت إيران النووية وضمن أمن إسرائيل وبالتالي جنب انخراط امريكا في مستنقع حرب جديدة قد تستغرق عدة سنوات.
ومع أن ترامب لم يستبعد في الأيام الأولى إسقاط النظام الإيراني ثم تراجع لاحقا عن هذا المسعى فإن السؤال: هل انتصر ترامب فعلا بتدمير المشروع النووي الايراني؟
حسب تقرير المخابرات الأمريكية وتقارير لكبريات الصحف العالمية وفي مقدمتها سي سي إن إن ونيويورك تايمز فإن منشآت التخصيب النووي الإيرانية لم تتضرر كثيرا وان بإمكانها استئناف العمل بعد أشهر قليلة.
ولم تقصر إيران بدورها بتأكيد انتصارها في الحرب فلا إسرائيل ولا أمريكا تمكنا من تدمير منشآتها النووية ،ومخزونها من كميات النووي المخصب لايزال في مامن ونظامها ازداد قوة وشعبية؛ والأهم أنها هي من وجه الضربة الأخيرة لإسرائيل بدفعة كبيرة من الصواريخ البالستية؛ وبالتالي هي من انتصر في الحرب التي شنتها كل من إسرائيل وامريكا على مشروعها النووي ومشروع الصواريخ البالستية.
الخلاصة: لن نعرف الجواب على السؤال: من انتصر في الحرب على من؟… قبل معرفة ماسيدور في المفاوضات الأمريكية – الإيرانية التي ستعقد قريبا.
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)