وسط زحمة المكملات الغذائية المستوردة، بدأ اسم “البربرين” يلمع في الأسواق السورية كمركب طبيعي متعدد الفوائد، يشد انتباه الباحثين عن حلول لمشكلات مثل مقاومة الإنسولين، اضطرابات الأمعاء، واضطرابات الشهية.
هذا القلويد النباتي، ذو اللون الأصفر الذهبي، لا يُستخرج من نبتة واحدة فقط، بل يتواجد في عدد من النباتات مثل البرباريس الهندي، الغولدنسال، والعنب الياباني، ويأتي إلى سوريا غالباً من مصادر أوروبية أو آسيوية ضمن تركيبات دوائية على شكل كبسولات أو مستحضرات سائلة.
من نبات بري إلى مكمل حديث
أشارت الصيدلانية زينب جهاد علي التي تعمل في مجال صنع الأدوية من الأعشاب الطبيعية إلى أنه على الرغم من نمو نبات البرباريس برياً في أجزاء من أوروبا الشرقية وشمال أميركا، إلّا أن تصنيعه كمكمل غذائي يتطلب استخلاصاً دقيقاً من الجذور و السيقان، عبر عمليات تجفيف وطحن ثم استخلاص كيميائي عالي النقاء. أيضاً في كثير من المنتجات، يُدمج البربرين مع الكركمين – المركب الفعال في الكركم – لتعزيز الأثر المضاد للالتهاب.
وتؤكد الصيدلانية علي لصحيفتنا “الحرية” أن هذا النوع من المكملات يمثل جسراً بين الطب التقليدي والعلاج الحديث مشيرة إلى أن البربرين اليوم يُقدّم كبديل داعم، خاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في الأيض، مثل مقاومة الإنسولين أو متلازمة الأيض.
يدعم التحكم في الشهية
وبيّنت الصيدلانية نادين عرنوس التي تعمل في مجال توزيع المكملات الغذائية المستوردة أن البربرين يؤثر مباشرة على أحد أهم إنزيمات تنظيم الطاقة في الجسم، وهو AMPK (بروتين كيناز المنشط بالأدينوسين أحادي الفوسفات)، ما يدعم التوازن في مستويات السكر، الدهون، وحرق الطاقة.
لافتة إلى أن دراسات متعددة أظهرت أن البربرين يساعد على خفض مستويات السكر والكوليسترول ضمن النطاق الطبيعي حيث يمتلك خصائص مضادة للميكروبات (بكتيريا، فطريات، طفيليات). أيضاً يعزز من صحة ميكروبيوم الأمعاء و يُقلل من اشتهاء السكريات بشكل واضح، ما يدعم التحكم في الشهية.
تأثيرات جانبية للأمراض المزمنة
رغم فوائده، يحذر الأطباء من استخدامه من دون إشراف طبي، خاصة لمن يعانون أمراضاً مزمنة في الكبد أو الكلى.
يقول الدكتور طارق حسن اختصاصي الغدد الصماء: البربرين يُظهر تأثيرات قوية في خفض سكر الدم، وهذا رائع، لكن في بعض الحالات مثل أمراض الكبد أو القصور الكلوي، يجب الحذر عند استخدامه العشوائي لأنه قد يتداخل مع الأدوية ( المتناولة من قبل مرضى الكلى والكبد) أو يفاقم من الحالة.
شهادات وتجارب شخصية
في أحد متاجر المكملات الغذائية وسط اللاذقية ، التقت “الحرية”بـ نهى 42 عاماً، التي استخدمت البربرين بناءً على توصية اختصاصية تغذية حيث أكدت أنها كانت تعاني من مقاومة الإنسولين، وكانت تتوق إلى تناول الحلويات طوال الوقت.
مبينة أنه بعد أسبوعين من استخدام البربرين، انخفضت شهيتها بشكل ملحوظ، وخسرت كيلوغرامين من وزنها خلال شهر، من دون تغييرات كبيرة في الحمية التي كانت تتبعها، مؤكدة أنها بدأت تشعر بتحسن عام في الهضم والطاقة، حيث وصفت التجربة بـ”التحول الهادئ”.
الطلب في ارتفاع
وأشار محمد درويش مستورد مكملات غذائية إلى أنّ معظم منتجات البربرين في السوق المحلي تأتي عن طريق الاستيراد من( أوروبا، تركيا أو الصين). حيث يتراوح سعر العبوة بين 120 إلى 200 ألف ليرة سورية حسب التركيز والعلامة التجارية.
وأكد درويش أنّ الطلب على البربرين في ارتفاع مبيناً أنّ المواطنين يبحثون عن خيارات طبيعية لمشاكل السكر والوزن الزائد، حيث إن البربرين يلقى ترحيباً لأنه يجمع بين الأمان والتأثير الحقيقي، إذا استُخدم بشكل صحيح.
وبيّن العم أبو يوسف الذي يعمل عطّاراً في أحد أسواق اللاذقية إلى أن البربرين يعرض في متجره كحبات تشبه الزبيب تُؤخذ منها بشكل يومي لافتاً إلى أنه يفيد في تنظيم السكر والدهون وإنقاص الوزن مبيناً أن المصداقية تعتمد على مصدر المادة حيث يفضل أن تكون “مستوردة و نقيّة” وبمتابعة طبية دقيقة.
الطبيعة لا تزال تتحدث
في زمن تزداد فيه الأمراض الاستقلابية بشكل لافت، يعود الإنسان مجدداً إلى الطبيعة باحثاً عن حلول… و البربرين أحد تلك الكنوز التي طالما استخدمها الطب التقليدي، واليوم تثبت فعاليتها في المختبرات أيضاً.
لكن التوازن هو المفتاح، فالبربرين ليس سحراً، بل أداة داعمة ضمن نمط حياة صحي، ويجب أخذه تحت إشراف طبي.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية