آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » وسائل الاتصال.. من الرسالة إلى التمشهد

وسائل الاتصال.. من الرسالة إلى التمشهد

اريخ الإنسان منذ أن وعى وجوده على الأرض هو تاريخ اتصال من اللمس إلى الحرف وكل ما طوره من وسائل أخرى لا تقف عند حد معين.
الاتصال الذي يعني بالضرورة وجود متصل ومتصل به.. مرسل ومتلقٍ أي رسالة ما بغض النظر عن مضمون الرسالة وأدوات إرسالها.. فتاريخ الإنسان هو تاريخ الاتصال التي نعيش اليوم طفراتها الكبرى.
تاريخ نظريات الاتصال شغلت الفكر الغربي منذ القرن الماضي لأنها باختصار تعني قراءة في عمق الفكر والمجتمع.. تعني القدرة على التحليل وقراءة سيرورة الأحداث إلى أين تمضي ومن ثم يبنى عليها في اتخاذ القرارات ورسم الاستراتيجيات وبالتالي هي بالظاهر دراسات إنسانية لكنها تحمل في عمقها خططاً استراتيجية.
ببساطة لأن الإنسانية بلا اتصال تعني مجتمعاً هلامياً لا وجود له بفاعلية وبالتالي لا تطور للحياة والثقافة. والاتصال فعل مثاقفة قد يكون نفعياً وجمالياً وندياً وقد يكون أداة استلاب كما يحدث اليوم.

المجتمع المشهدي..
في كتابه المهم تاريخ نظريات الاتصال الصادر عن المنظمة العربية للترجمة ببيروت يقف ميشال متلار عند عنوان مهم جداً جاء من خلال الدراسات الاستشرافية هو المجتمع المشهدي أو الاستعراضي يقول: يمثل كتاب غي ديبور المجتمع المشهدي المنشور عام ١٩٦٧م قمة النقد الراديكالي الذي وجه لمجتمع الوفرة المادية .. ويعتبر الكاتب من مؤسسي الحركة الوضعانية التي اهتمت بنقد الخطاب الإعلامي..
ومع طغيان الصورة في الاتصال يرى الباحث..
– التمشهد أو الاستعراض ليس مجموعة من الصور بل هو تجليات لعلاقات اجتماعية بين الأشخاص باستثمار الصور
– لا يمكن فهم ذلك على أنه جرعة كبيرة من الصور .. إنه رؤية للعالم استطاعت أن تسبغ على نفسها صفة الموضوعية..
– إن المجتمع مولد التمشهد لا يمكن بسط سيطرته فقط من خلال الغلبة الاقتصادية على المناطق غير النامية بل أن يبسط سيطرته باعتباره مجتمعاً استعراضياً فالفضاءات التي ما زالت الأولويات المادية غائبة عنها قد غزاها المجتمع الحديث بطرق استعراضية … بل أكثر من ذلك إذ لم تبق قارة إلا ونفذ المجتمع الاستعراضي إلى فضائلها الاجتماعي..

– إن التوجه الابتذالي قد سيطر باعتماد سياسة الإلهاء الاستعراضية على المجتمع الحديث .. إنه يسيطر على كل فضاءاته.. حيث يظهر أن الاستهلاك البذخي للسلع يعطي انطباعاً خادعاً بتعدد الأدوار.

أتمتة المجتمع..
هذا التطور الهائل في وسائل الاتصال يعني بالضرورة الوصول إلى أتمتة المجتمع الإنساني وأخذ مجتمع المعلوماتية في الدول الصناعية الكبرى منذ القرن الماضي يبحث في هذا اللون من العلوم وصدر تقرير تحت عنوان .. أتمتة المجتمع تحت إشراف سيمون نورا وآلان مينك وقد صاغا مفهوماً جديداً ترجم التزاوج بين الكمبيوتر والاتصالات حمل اسم التليماتيك .. ويقترح خلق فضاء معلوماتي تبادلي (اعورا).
وها قد تحقق هذا الفضاء المعلوماتي ولكن هل هو فضاء تبادلي نفعي..
من المرسل الأكثر حضوراً فيه … ما أدوات ارساله ما العمق الذي يحمله … ونحن علينا الانغماس فيه شئنا أم أبينا أحببنا أم لا .. سيرورة الحياة لا تقف عند لحظة جمود .. أكان مشهدياً أم استعراضياً.. بمحتوى قد يكون أقرب إلى الوهم أم لا .. علينا أن نمضي به نواكبه .. لكن السؤال .. هل يجب أن يكون كل شيء… هل نحن صناع أدواته ولدينا القدرة على أن نقارع الآخر … كيف أحصن المتلقي الذي أخاطبه من مشهدية استعراضية … أسئلة كثيرة لا بد أن تطرح بشكل جدي على التوازي مع العمل بشكل جدي للنهوض بمحتوى نعتقد أنه يجب أن يكون رسالتنا .. ولسنا عاجزين عن ذلك .. والامر قد بدأ وعلى مبدأ القول إذا هِبتَ أمراً فقع فيه.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...