آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » عشاء بارد في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو وسط اختلاف الأولويات بين واشنطن وإسرائيل

عشاء بارد في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو وسط اختلاف الأولويات بين واشنطن وإسرائيل

 

سميح صعب

 

على رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، لكن سياساته لا تساعد الأخير على تحقيق هذا الحلم، الذي يسعى إليه منذ ولايته الأولى، على قاعدة أنه “صانع للسلام”.

لا ريب في أن ترامب كان يفضل أن يهديه نتنياهو هدنة الشهرين في غزة. مثل هذه الهدنة قد تعزز أكثر حظوظ الرئيس الأميركي في الوصول إلى أوسلو. كثيرون قبل نتنياهو رشحوه للجائزة، وكانت آخرهم الحكومة الباكستانية، تقديراً للدور الذي اضطلع به البيت الأبيض في وقف حرب الأيام الأربعة مع الهند في أيار / مايو الماضي.

 

تباينات بشأن غزة

لم تحسم المحادثات بين ترامب ونتنياهو خلال عشاء البيت الأبيض الإثنين، أزمات المنطقة الممتدة من غزة إلى إيران. وبقي وقف النار في القطاع رهن المفاوضات الجارية في الدوحة، على أمل أن يكون في مستطاع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي سيشارك فيها في وقت لاحق من الأسبوع، تذليل آخر العقبات.

تحدث ترامب بإيجابية عن “حماس” التي قال إنها “تريد وقفاً للنار”، بينما عاود نتنياهو إثارة فكرة نقل سكان غزة إلى خارجها ليجدوا “مستقبلاً أفضل” في الدول المستعدة لاستقبالهم. أما ترامب فتحدث بضبابية عن المسألة، مشيداً بما “تقدمه الدول المحيطة من مساعدة في هذا الشأن”.

وإذا كان ترامب يريد وقف النار في غزة، مقدمة لإطلاق مسارات ديبلوماسية في المنطقة ومن بينها التطبيع بين السعودية وإسرائيل، فإن نتنياهو لا يزال عن موقفه القائم على الجمع بين مواصلة الحرب والتطبيع في آن.

وهذا ما يعزز الانطباع عن التباين في الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية لمستقبل الشرق الأوسط. فترامب على اقتناع بأن مسار التطبيع يحتاج على الأقل إلى وقف الحرب في غزة، إذا أراد أن يقفز فوق المطلب السعودي بتأسيس مسار سياسي موثوق يوصل إلى الدولة الفلسطينية.

أما “الفرص” التي يقول نتنياهو إن الحرب الإسرائيلية والضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي، قد أتاحتها، فهي تلك التي تجعل الدولة الفلسطينية خارج أي نقاش، وتستند إلى التوازنات الجديدة في المنطقة.

 

حان وقت الديبلوماسية

وحتى بالنسبة إلى إيران، فقد سعى ترامب إلى تصوير أن العمل العسكري قد أدى دوره، وأنه حان الوقت للديبلوماسية بعد رد البرنامج النووي “سنتين إلى الوراء”، متوقعاً العودة إلى طاولة المفاوضات الأسبوع المقبل. بدا ذلك، وكأنه قطع للطريق على رغبة نتنياهو في اتباع أسلوب توجيه مزيد من الضربات الإسرائيلية لإيران، وفق ما كان صرح وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر قبل ساعات من زيارة نتنياهو.

بالتوازي مع المباحثات التي كانت جارية في البيت الأبيض، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي لا يعارض قدوم مستثمرين أميركيين إلى إيران. وترامب، الذي يطرب للحديث عن الاستثمارات، رد بإبداء رغبته في رفع العقوبات عن إيران “في الوقت المناسب”.

تنقل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن المسؤول الأميركي السابق دنيس روس، الذي عمل مع إدارات جمهورية وديموقراطية حول قضايا تتعلق بالشرق الأوسط، إن “ترامب يريد أن يُنظر إليه على أنه صانع سلام… وعلى أنه يعرف كيف يستخدم الرافعات للترويج للاتفاقات”. ويضيف :”لا توجد استراتيجية شاملة (لتحقيق ذلك)، لكن ترامب يستفيد من الأفضلية التي وفرتها الأعمال العسكرية الإسرائيلية”.

من غزة، إلى سوريا ولبنان وإيران، يسعى ترامب إلى اقناع نتنياهو، بأن الحروب ليست وحدها الكفيلة بتغيير الشرق الأوسط، وبأن الديبلوماسية في أحيان كثيرة يمكن أن تحقق ما تعجز عنه الأسلحة.

ليس مضموناً أن ينجح ترامب في مسعاه.

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“إصلاح شامل”… البرازيل والهند تطالبان شغل مقاعد دائمة في مجلس الأمن الدولي

  طلبت البرازيل والهند الثلاثاء عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وذلك في بيان مشترك صدر خلال زيارة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى البرازيل ...