آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » المرأة وطن البيت: تأمّل في لغة القرآن وعمق دلالاته

المرأة وطن البيت: تأمّل في لغة القرآن وعمق دلالاته

 

 

المهندس نضال رشيد بكور

 

 

في عالم تتداخل فيه الأصوات المطالبة بالمساواة والعدالة ، قد يغفل البعض عن أعظم مظاهر التكريم ، تلك التي لا تُصاغ شعارات

بل تُروى بآيات

وعند التأمل في النص القرآني ، نلحظ ظاهرة لافتة:

البيت رغم أنه يُشيَّد بمال الرجل ، إلا أن القرآن غالباً ما يُلحقه بالمرأة

ليس بوصفه ملكية مادية بل بوصفه حاضنة وجدانية

القرآن لا يعبّر اعتباطاً

بل يُشيد معانيه بعناية إلهية فائقة

فحين يقال:

“لا تُخرجوهن من بيوتهن” يكون المقصود أن المكان لم يعد مجرد جدران وسقف

بل أصبح امتداداً لكيانها جزءاً من سكَنها النفسي ووجودها الاجتماعي

وكأن المرأة حين تُقيم في بيت ، تُضفي عليه من نفسها ما يجعله بيتاً بالمعنى الحقيقي ، لا مجرد مأوى

في القرآن ، ليست المرأة ساكنةً فحسب

بل هي باعثة للسكن: ( لتسكنوا إليها )

فالسكينة ليست شعوراً فردياً

بل ثمرة رابطة ، تتجلى حين تحتضن المرأة الرجل والبيت معاً فتغدو مركز الجاذبية العاطفية في هذا الفضاء المصغر من العالم.

حتى بيوت النبي ، التي من المفترض أن تُنسب إليه ، تُوصف بأنها بيوت زوجاته : ( في بيوتكن )

ليس انتقاصاً من مكانته بل تكريماً لهن ، لأنهن كن حاضنات الوحي ، وراويات الحكمة ، ومربيات الأمة في بداياتها

وإذا تأملنا

نرى أن القرآن حين يُسند البيت للمرأة ، لا يتحدث فقط عن جدران

بل عن شعور بالانتماء والطمأنينة ، والأمان

لكن في مقابل ذلك

حين تفقد المرأة عنصر الطهر والكرامة ، لا يُذكر البيت بصيغة الملكية

بل يُجرد من الإسناد العاطفي ، ويُصبح “البيوت”، كما في شأن من تأتي الفاحشة.

إن هذه الدقة في التعبير تكشف فلسفة قرآنية عميقة :

المرأة ليست فقط ربة منزل

بل هي الروح التي تبث الحياة فيه

هي الحاضنة التي تحول البناء إلى بيت ، والسكن إلى مأوى نفسي

أي عظمة في هذا التكريم! وأي ترفّع عن الماديات في تصور علاقة المرأة بالمكان! في زمن يلهث فيه العالم وراء تعريفات مؤقتة للحرية ، يضع القرآن تعريفًاً خالداً للكرامة.

المرأة في القرآن ليست ضيفاً في البيت

بل عماده

وهي ليست تابعةً للرجل بل شريكته في المعنى، ومرآته في السكينة.

وكم من بيتٍ ضخمٍ خلا من المرأة ، فصار خاوياً إلا من الأثاث!

فسبحان من جعلها سكناً وكرّمها بلفظ ، واحتفى بوجودها بنَسَبٍ لغويّ دقيق يُلهم العقول والقلوب على حد سواء.

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي عُمان: التسابق إلى التطبيع «سقوط أخلاقي فادح»

    استنكر مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد الخليلي، تهافت بعض الدول للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، مع إقرارها بأنه زائل، معتبراً أنه «أمر يدعو للعجب». ...