غيّرت الحرب العربية الإسرائيلية في حزيران/يونيو 1967 خريطة الشرق الأوسط بشكل جذري، فاتحة الطريق أمام إسرائيل لاحتلال واستيطان أراض فلسطينية.
وهزمت إسرائيل بين الخامس والعاشر من حزيران/يونيو مصر وسوريا والأردن، واحتلت شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية.
وانسحبت إسرائيل من سيناء وقطاع غزة في وقت لاحق بموجب اتفاقات موقعة مع مصر والفلسطينيين والأردن، لكنها ضمّت مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، ولا تزال تحتلّ الضفة الغربية.
– التحضير للحرب –
سبقت الحرب شهور من التصعيد مع حوادث وقعت داخل إسرائيل، وتوترات على على طول خطوط وقف إطلاق النار مع سوريا والأردن.
هددت إسرائيل باتخاذ إجراءات ضد سوريا إذا استمرت الهجمات من حركة فتح الفلسطينية التي قامت بأول عملية عسكرية لها في كانون الثاني/ديسمبر 1964.
في السابع من نيسان/أبريل 1967، تم إسقاط ست طائرات سورية من طراز “ميغ” خلال اشتباك مع طائرات إسرائيلية، وفقا للدولة العبرية.
في السادس عشر من أيار/مايو، طالب الرئيس المصري جمال عبد الناصر بانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في سيناء من الحدود الإسرائيلية.
وأغلق خليج العقبة أمام حركة الشحن الإسرائيلية، وقطع الطريق على ميناء إيلات الإسرائيلي.
في 30 أيار/مايو، وقّع العاهل الأردني الملك حسين اتفاقية دفاع مشترك في القاهرة مع عبد الناصر.
– تدمير القوة الجوية المصرية –
فجر الإثنين الخامس من حزيران/يونيو، شنّت إسرائيل هجوما جويا دمّر أكثر من 90 في المئة من سلاح الجو المصري الذي كان على مدرج الطائرات.
وتوجهت المدرعات العسكريات الإسرائيلية نحو مصر.
أعلنت دول عربية الحرب على إسرائيل وتعرضت القدس لقصف بقذائف الهاون.
– سقوط غزة –
سقط قطاع غزة في أيدي الإسرائيليين الثلاثاء في السادس من حزيران/يونيو. وكان القطاع حينها تحت الإدارة المصرية ودفعت إلى شبه جزيرة سيناء.
دخلت القوات الإسرائيلية إلى الأحياء العربية في القدس.
– القوات الإسرائيلية تدخل القدس الشرقية –
الأربعاء في السابع من حزيران/يونيو، اشتبكت العربات مدرعة في قلب سيناء، وكان الجيش الإسرائيلي احتل الضفة الشرقية لقناة السويس واستولت البحرية الإسرائيلية على شرم الشيخ وطهرت خليج العقبة أمام السفن الإسرائيلية.
تعرضت الأحياء اليهودية في القدس للقصف.
دخلت القوات الإسرائيلية البلدة القديمة في القدس، وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول الحائط الغربي أو حائط البراق.
سيطرت القوات الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية حتى نهر الأردن، بالإضافة إلى مدينتي بيت لحم وأريحا.
وافق الأردن على وقف لإطلاق النار اقترحته الأمم المتحدة.
– استسلام مصر وسوريا –
الخميس في الثامن من حزيران/يونيو، وصل الإسرائيليون إلى قناة السويس، في مؤشر على انتهاء معركة سيناء.
أعلنت الإذاعة المصرية ليلا قبول القاهرة بوقف إطلاق النار الذي دعا اليه مجلس الأمن الدولي.
في التاسع من حزيران/يونيو، شنت إسرائيل هجوما على مرتفعات الجولان المحصنة، واستولت عليها من القوات السورية بعد يوم من القتال العنيف.
– تنحي عبد الناصر –
أعلن عبد الناصر في السادسة مساء عبر شاشة التلفزيون تنحيه عن منصب الرئاسة، الأمر الذي سبّب حالة من الذعر في العالم العربي.
لكنه تراجع بعد ثلاث ساعات، عندما خرج المواطنون إلى الشوارع يطالبونه بالبقاء.
قبلت إسرائيل وقف إطلاق النار.
– سوريا توقف القتال –
على الجبهة السورية الإسرائيلية، احتدم القتال يوم السبت العاشر من حزيران/يونيو، إذ استخدمت إسرائيل ترسانتها العسكرية بالكامل للقضاء على المواقع السورية المحصنة.
وكانت سوريا قبلت أيضا بوقف إطلاق النار، وتوقف القتال.
انتهت الحرب والعالم العربي بحالة من الصدمة.
كسرت إسرائيل خلال ستة أيام أسطورة عبد الناصر في عيون العرب، ودمّرت ثلاثة جيوش عربية هددت وجودها، واحتلت مناطق تمتد من مرتفعات الجولات حتى قناة السويس ونهر الأردن.
بالنسبة للفلسطينيين، كانت “النكسة”، الهزيمة العربية الساحقة على يد إسرائيل، كارثة تاريخية ثانية، بعد “النكبة” ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين مع قيام إسرائيل في العام 1948.
– المستوطنات –
خلال حربها السريعة، احتلت إسرائيل 70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي العربية.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح حوالى 350 ألف فلسطيني.
في أيلول/سبتمبر، سمحت إسرائيل ببناء كفار عتصيون، موقع تجمع الكيبوتز الذي تم تجريفه في العام 1948 جنوب القدس، لتكون أول مستوطنة يهودية في الضفة الغربية بعد حرب العام 1967.
واستمر البناء الاستيطاني منذ ذلك الحين، على الرغم من اعتباره غير قانوني بموجب القانون الدولي.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 25/6/2020