بشرى سليمان:
عندما تشعر الأم بالخطر يقترب من عائلتها، تتحول إلى طبيبة ومحللة نفسية ومراقبة متسلطة، شغلها الشاغل حماية أولادها من كل خطرٍ قريبٍ أو بعيدٍ عنهم، واليوم مع الازدياد الواضح بعدد الحالات المصابة بفيروس كوفيد19، والقرارات التي اتخذتها وزارة التربية، ووزارة التعليم العالي أصبح هو عدوها الأخطر الذي تتصدى له بمعرفتها، ووقايتها، وحمايتها لعائلتها، متسلحةً بالكثير من الاهتمام، والانتباه، ونمط الحياة الصحي، وبما تملكه من إمكانيات.
عند الحديث عن نضال المرأة في أزمة كورونا، نجده نضالاً من نوع خاص، ليس من أجل نيل حرياتٍ أو حقوقٍ كما تعودنا، وإنما لمجابهة وضعٍ استثنائي فرضته أزمة انتشار هذا الفيروس اللعين غير المسبوقة وعلى مستوى العالم، هذا يعني أن مسؤوليتها المجتمعية والأسرية أصبحت أكبر وأصعب، لأن تحملها واهتمامها يضمن نجاح الإجراءات الاحترازية لمجابهة انتشار الفيروس، فالمرأة هي خط الدفاع الأول عن الأسرة وحمايتها من الإصابة، فهي المسؤولة عن التنبيه والتذكير الدائم بأهمية النظافة الشخصية، ووضع الكمامة، وغسل وتعقيم الأيدي، كما تعمل على تقديم الغذاء الصحي المناسب لأفراد الأسرة، وهي أيضاً القادرة على توفير عوامل الجذب التي تشجع أفراد الأسرة على التزام البيت عندما لايكون هناك ضرورة لخروجهم، كل ذلك بظروفٍ صعبةٍ وإمكانياتٍ أصعب، لأن الأم هي مصدر الحنان والثقة والأمان خاصةً للطفل، وهذا يؤهلها لأن تكون مؤثرةً في أسرتها باعتبارها القدوة والنموذج ومصدراً من مصادر الإقناع والارتباط الروحي مع العائلة، فكلما التزمت بالقواعد التي وضعتها ليلتزم بها أهل البيت وطبقتها هي قبل غيرها، كانت النتيجة مرضيةً، لأن الطفل وبشكلٍ لاشعوري سيقلد أمه بتصرفاتها وسلوكها الصحي، ليصبح أقرب إلى نمطٍ حياتي يعيشه ويبقى معه طوال حياته.
أما بالنسبة للمرأة التي تعمل في القطاع الصحي، وتقف على الخط الأمامي لمواجهة هذه الجائحة، فترفع لها القبعة لما تتحمله من مخاطر كبيرة في السعي لإنقاذ المرضى، علاوةً على الضغوط النفسية الهائلة، وساعات العمل الطويلة المجهدة، وكذلك خطر احتمالية الإصابة بالفيروس، أو نقله إلى أحد أفراد أسرتها إذا كانت حاملاً له، وهذا مايضيف عليها عبء الالتزام بروتينٍ قاسٍ من التعقيم من أجل نجاتها وحماية المقربين منها.
نهايةً المطاف ربما معظمنا يشعر بالقلق والخوف وهذا شيء طبيعي، في هذا الوضع الطارئ غير المسبوق الذي نمر به، فهناك خوف من فقدان الأحبة ، وعيش التجارب المريرة في المشافي، حتى لو أصر البعض على الاستهتار والاستهزاء بالإجراءات الاحترازية، دعونا نلتزم وليبدأ كلٌ بنفسه، وأسرته، ومحيطه ، حتى نبقى بخير مع أطفالنا وأحبائنا، فالوعي صمام الأمان
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة