syriahomenews أخبار سورية الوطن
يمن سليمان عباس:
الأم وطن وأي وطن أسمى وأنقى وأشف من تلك التي رأك قلبها قبل عينيها أعطاك دمها ونبضها لتكون أنت..
هي الحرف الأول والمدرسة الأولى والجمال الذي يبقى معك العمر كله.. ترنم بها الشعراء بكل اللغات.. فكيف إذا كان المترنم شاعراً بحجم رسول حمزاتوف..
ثلاث روايات شعرية كتاب مهم وشائق للشاعر حمزاتوف صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، ترجمة أحمد ناصر..
ثلاث روايات شعرية تعيدنا إلى الزمن الذي كان الشعراء يعيدون نسج الأحداث شعراً كما في الملاحم اليونانية وغيرها..
وتعيدنا إلى المسرح الشعري مع احمد شوقي.
يبدأ المترجم بقول معروف للشاعر حمزاتوف الا وهو… كي تكون عالمياً لابد أن تكون محلياً أولاً والى أبعد حد.. لقد التزم حمزاتوف بالمقولة طوال سني إبداعه العديدة.. حمل الجبال الشامخة بطرقها المتلولبة الصاعدة نحو السماء خلفية دائمة لأعماله الإبداعية المجيدة.
وكما يقول حمزاتوف مستعملا المثل الآفاري الكلمة أغلى من الجواد..
والأم هي أغلى من الكل لأنها وطن والوطن أم..
نعم هذا ما يراه شاعر الحب أولاً وأخيراً.. شاعر الأرض والمرأة، ومن خلالهما حب الإنسانية.. وهو الذي يقول عن المرأة.. لا توجد نساء قبيحات وأفضل ما في الرجال حبهم للنساء..
فكيف إذاً كانت أماً..
صونوا أمهاتكم..
تحت هذا العنوان تبدأ الرواية الشعرية الأولى التي يقدمها المترجم أحمد ناصر…. الجزء الأول منها جاء تحت عنوان: شالات أمهاتنا السود.. حافظوا على أمكم.
وعلى لسان الأب التي تبدأ بها الرواية الشعرية يقول حمزاتوف:
ها قد حانت ساعة الوداع.. رأيت الموت في حوافر الحصان وقد شب على قائمتيه.
على روح البيت حافظ انت يابني..
اسمع وصيتي.. صن أمك.. وصمت إلى الأبد اختفى أبي من الحياة..
لكن السطر المتقطع في ما حولي يضج بوقع متهدج.. يدمدم.. بترجع.. صن امك
وبكت السماء وتشبع كل ما في الجبال ماء…
صن أمك روح العالم.. أمي وحيدة ماذا بقي لأمي..
سوى ذكرى سوى الشجن..
يمامة أصيبت في جناحيها… ارتدت امي الشال الأسود.
ويختم الجزء الأول بقوله.. صونوا النساء من هول الحرب.. ستغادر الأم والندبة لن تزول..
ستموت الأم والألم لن يهدأ.. أتوسل إليكم.. صونوا الأم.. يا أولاد العالم حافظوا على الأم.. حافظوا عليها كيلا ينفذ العفن إلى ارواحكم..
كي لايطغى الظلام على حياتكم..كي لا ننسى الأغاني الرائعة.. التي غنتها لنا في الطفولة.
اما الجزء الثاني فيحمل عنوان: أغنيات أمهاتنا المشرقة.. من ينس أغنية الأم.. ينس لغته..
من قصيدته أغنية المهد نقتطف: نم ياغزالي.. نم يابني.. نم هنيئاً يا حبيبي هناك خلف المياه الزرقاء.. يتجه العالم نحو الحرب.. من سيقهر من ؟.. لمن الغلبة؟
قد منحتك الحياة يابني..
لأجل السلام.. لا لأجل الشر.. نم يا صغيرتي.. نم بهدوء..
وفي مكان آخر يقول:
وهكذا أنهيت طريقي البعيدة.. أمي لن تعود ماما أبداً.. لكنها ستطير يوماً فوقنا أثق بهذا..
مع أسراب الغرانيق.. أعطت امي الأرض عرقاً ودماً وتقبلت الأرض الحبيبة كل شيء.. لكن حب أمي أزلي يشتعل في أعالي السماء.. يشتعل دون انتهاء.
أغاني الأم هي الأكثر تنوعاً في الوجود.. أغاني الأم تواضع وعظمة.. قلب الأم.. حزينة للقوى الخفية..
أمكم لا يمكنني أن أباريها.. أن أجاريها.. رددها الأب غير مرة
سيياهوم نيوز 6 – الثورة
